الثلاثاء، 8 فبراير 2011

الإعلامية منتهى الرمحي : سأكون وزيرة خارجية في الأردن




  •           أثبتت نظرية أنور الساداة أنها الأصح في العالم العربي وأنّ كل من كان ينادي برمي اسرائيل في البحر كان مخطئا..
  •           قناة " العربية " واقعية .. فهي لا تطنطن ليل نهار بأننا قادرون على هزيمة ولايات المتحدة الأميركية ..
  •          ما زلت أتذكر ما قاله الرئيس عبد الله صالح في أحد حواراتي معه : " خلينا نحلق رؤوسنا قبل ما يحلقونا .."



حوار / محمد غبريس


الإعلامية الجادة منتهى الرمحي نجمة مشرقة في فضاء الإعلام المرئي وخاصة الإخباري والسياسي ، صنعت نجوميتها وتألقها على مدار سنوات طويلة بنفسها وبمثابرتها وثقافتها حيث تتمتع بامتلاكها لأدوات الحوار وفنون الاقناع والاجادة ، وبأداء متميز ومعروف في الساحة الإعلامية ، يتسم بالشفافية والحزم والواقعية فهي واحدة من الإعلاميات القليلات اللواتي اشتهرن بإدارة الحوارات التلفزيونية التي تتطلب أسسا تقوم على الموهبة والفن والمهارة والحضور القوي...

خطواتها الأولى في طريق الإعلام كانت في التلفزيون الأردني حيث قدمت نشرات الأخبار لمدة عامين ونصف تقريبا ، ونتيجة لحضورها ولأدائها المتميزين أصبحت بعد ذلك مسؤولة عن اعداد وتقديم برنامج " يسعد صباحك " في القناة نفسها ، وهو برنامج منوع ثقافي وسياسي استمر مدة ثلاثة اعوام ، ثم التحقت بقناة الجزيرة وعادت إلى تقديم الأخبار حيث قضت نحو 6 سنوات حصدت خلالها شهرة واسعة ومشاهدة جماهيرية كبيرة، فشعرت بعد ذلك بأنها بحاجة إلى تغيير مكان العمل والتعرف إلى تجارب أخرى وسياسات مختلفة فاحتضنتها " العربية " وأعطتها فسحة مستقلة أكبر من تلك التي أعطتها " الجزيرة " تتوافر فيها حرية أكثر للعمل والتفكير والإبداع ، وهي اليوم تقدم برنامج سياسي شامل عنوانه " بانوراما " ..

" دبي الثقافية " التقت منتهى الرمحي وكان هذا الحوار :

 

 

 

** لماذا انتقلت من الجزيرة إلى العربية ؟


- اشتغلت في الجزيرة نحو 6 سنوات وذلك منذ افتتاحها عام 1996 حتى أواخر 2002م وقد حصلت خلال هذه الفترة على كل ما أتمناه حيث تكونت لدي تجربة إعلامية فريدة بحياتي ، ولكن بعد هذه السنوات أتتني رغبة بالتغيير ، وليس لسبب معين ، وإنما حبا مني للتعرف إلى تجارب إعلامية أخرى ، ولا يكون هذا إلا بتغيير القناة مكان العمل وطريقة الأداء ، والشكل الذي وضعت فيه ، فالتغيير بالنسبة إلي هو دائما لصالح الاعلامي ، لأن الأول يكسبه خبرات عديدة ويعرفه إلى شخصيات وسياسيات اعلامية مختلفة ، كذلك عقليات مختلفة ، والانتقال من قناة إلى أخرى لا يعني أن الثانية أفضل من الأولى أو العكس ، فالقناتان تشكلان تجربتين رائداتين في العالم العربي ، والاثنتان لهما توجه مختلف ، وإذا - جاز التعبير - واحدة في اليسار والثانية في اليمين أو العكس ، إذ لا ننكر أن للقناتين بصمة في العالم العربي ..

** ( مقاطعا ) هل أنت في اليمين أم في اليسار ؟


 مكاني هو نفسه أينما ذهبت ، منتهى " الجزيرة " هي منتهى " العربية " على الرغم من السياسة الاعلامية المختلفة في القناتين ، أنا ما زلت أتكلم  بذات النفس والصوت واللهجة..

** تقصدين أن لا قيود مفروضة عليك سواء في الجزيرة سابقا أوالعربية حاليا ؟

- اجمالا.. القيود مفروضة في كل محطة اعلامية وفقا لسياستها وخطها الاخباري والتحريري ، فسياسة " الجزيرة " تختلف كثيرا عن سياسة " العربية " ، وهناك قيود في الاثنتين ، فيما يوجد بالمقابل سقف مفتوح ، وأنا في القناتين قد استطعت أن أحصل على مساحة خاصة بي متمثلة بساعة اخبارية وبرنامج سياسي كل يوم ، وهذه المساحة فيها من الحرية ما يجعلني أكثر ارتياحا وتألقا ، ولا شك أن هناك قيود معينة مفروضة عليّ إلا أنها لا تشكل بالنسبة إلي أي عائق ..

** كيف ترين الحرية الإعلامية اليوم ؟

إذا أردت أن أتحدث عن تجربتنا في الاعلام العربي ، فهناك الكثير من الاعلاميين الذين أصبح لديهم شهرة فيما بعد في الفضائيات قد أتوا من خلفيات وتلفزيونات حكومية ، لكن لماذا لم يبرزوا في هذه التلفزيونات ؟ الاجابة تقول : لأنهم لم يحصلوا على هذه الحرية ، فهم لا يستطيعون أن يتحركوا أو أن يتنفسوا أو حتى أن يعبروا عن أرائهم ، مقيدون ومحكومون بسياسة هذه المحطة وحكومة البلد ، لكن الأمر اختلف حين وجدت الفضائيات لتتيح فرصة الانطلاق ولتمنح لهم مساحات كبيرة تتمتع بالحرية على الرغم من بعض القيود التي تفرضها سياسات كل واحدة منها ..

** تقولين:إن العربية زادتني ألقا ؟ كيف تفسرين ذلك؟


- ( ضاحكة ) .. لا شكّّ أنني استطعت في " الجزيرة " أن أثبت نفسي بنفسي على الرغم من تجربتي الاعلامية البسيطة مقارنة بتجارب زملائي المخضرمين، لكن عندما انتقلت إلى  " العربية " وحصلت على مساحة أكبر ووجدت أن الاعلاميين فيها ليسوا بحجم وخبرة اعلاميي " الجزيرة " .. فمن هنا أصبحت أنا أكثر تميزا في " العربية " وأكثر ألقا وتألقا ..

** ما طموحاتك وما تطلعاتك للمستقبل؟


- أنا أسعى إلى أن أكون وزيرة خارجية في الأردن ، وإذا لم يحالفني الحظ ولم أصل إلى هذا المنصب فسأحاول جاهدا أن أكون سفيرة لبلدي في مكان ما ..

** من يدعمك؟


- ( ضاحكة ) .. لا أحد ، إن التعب الذي يحيطني يوميا من خلال بذل قصارى جهدي في عملي الاعلامي ،  حيث لا أقول ما يملى عليّ ، وإنما عندي رأي أقدمه سواء في برنامجي السياسي ، أو في أي مقال سياسي أكتبه ، كما عندي رؤية لسياسة العالم العربية  فضلا عن تطلعاتي العميقة للمستقبل ، كذلك متابعتي الجامعية ودراستي للعلوم السياسية وسعي إلى نيل الدكتوراه في القانون الدولي ، أعتقد أن هذا التعب يجب أن لا يذهب سدى ..

** كيف تصفين شعورك وأنت تجرين مقابلة مع اسرائيليين حول القضايا العربية ؟

- أتحدث معهم من خلفية صاحب حق والمؤمن بقضيته ، ولكن هذا لا يمنع أن نتحاور مع الآخر بأية طريقة كانت ..

** حتى لو كان العدو الذي اغتصب أرضنا وشرد أطفالنا ودمر بيوتنا ؟

- نعم حتى لو كان الآخر هو العدو ، هل من المنطق أن " أزعل " منه وأدير عنه وجهي ، ولا أتحدث معه ؟! بالنهاية أثبتت نظرية أنور الساداة أنها النظرية الأصح في العالم العربي وأنّ كل من كان ينادي برمي اسرائيل في البحر كان مخطئا لأن هناك أشياء تفرض نفسها على الواقع.. وما من امبراطورية على مرّ التاريخ عمرت إلا ووصلت إلى مرحلة الانتهاء والازالة من الوجود ، نحن كنا نؤمن بأن اسرائيل ليس لها مكان في العالم العربي ، إلا أنّ التجربة التي عشناها منذ الاحتلال حتى الآن تثبت أن اسرائيل سوف يكون لها مكان في العالم العربي رضينا أم أبينا ، ولا مفرّ من المفاوضات ، لأنها خير مخرج من كل المشكلات ، من ناحية ثانية الكل يفاوض ويقيم علاقات مع اسرائيل هل توقفت عل المؤسسات الاعلامية أو على الاعلامي الفلاني ؟!

** طيب ما رأيك بالتطبيع الثقافي مع اسرائيل؟

- أعتقد أن الحديث عن هذا الموضوع ما زال مبكرا ..

** (مقاطعا ) لكنه سرى مفعوله في بعض الدول العربية ؟


- هذه الخطوة مبكرة جدا والتعامل مع اسرائيل ليس واردا الآن ، نحن نتحدث عن الحقوق ، نتفاوض من أجلها أولا ، ثم لا بدّ أن نحصل عليها ، وعندما تعترف اسرائيل بالدولة الفلسطينية على أراضي 67 وعاصمتها القدس ، وتحافظ على جيرتها مع الدول العربية ، تحترم ثقافة الانسان العربي ، وتحافظ على احترامها للآخر ، بعد ذلك لا بدّ من أن نعترف بدولة اسرائيل ثم نقيم معها التطبيع في كل المجالات ..

** ما رأيك  بتلفزيون الواقع ؟

- نحن نتحدث عن الاصلاح وعن حراك سياسي واجتماعي وثقافي في العالم العربي ، لكن تلفزيون الواقع هو قفزة على هذه الأشياء ، هو شيء خارج نسق التطور في العالم العربي .. هل هذه البرامج التي تقدمها معظم الفضائيات هي من اختراعنا ؟ إنها مأخوذة قلبا وقالبا عن الغرب ويضعونها على شاشاتنا ، أما المتلقي العربي فيختلف عن المتلقي الغربي ، فكأنهم يريدون أن يفرضوه على المشاهد العربي ..

** ( مقاطعا ) ولكن له جمهور كبير !

- صحيح أن له جمهور واسع ومن فئة الشباب ولكن في النهاية ستفشل لأنها لا تعبر عن واقعنا أو تعكسه ، وبالتالي يبقى المشاهد هو ضحية مثل هذه البرامج ..

** كيف ترين المرأة الاعلامية اليوم ؟

- ما زلنا في العالم العربي نعاني من التمييز بين الرجل والمرأة ، وخاصة أن مجتمعاتنا ضد المرأة على مختلف المستويات ، ولم تنل المرأة كل الذي وصلت إليه اليوم على طبق من ذهب والماس ، إذ ما زالت تجتهد وتعمل وتحارب من أجل الوصول إلى هذا المكسب ، مشكلتنا في العالم العربي أن معظم الرجال ما زالوا ينظرون إلى المرأة الاعلامية على أنها وجه جميل تظهر على الشاشة ، ولكنها فارغة .. أما تجربة " الجزيرة " فغيرت قليلا من هذه النظرة كذلك تجربة " العربية " التي غيرت أكثر فأكثر مؤكدة أن هناك اعلاميات في العالم العربي مثقافات قادرات على تقديم البرامج السياسية ومحاورة الأشخاص ، إذ كانت من قبل هذه البرامج ينفرد فيها الإعلاميون ، أما اليوم فالأمور اختلفت ، وبدأت النظرة تتغير تدريجيا.. لكن متى أقول لك إن هذه النظرة ألغيت تماما عندما أرى على المحطات الجادة في العالم العربي مذيعات يشبهن مذيعات cnn  أو bbc   ..

 

 

 

** كيف تختارين ضيوفك؟


- أن يكون الضيف على علم بالموضوع الذي سأطرحه وليس مهما أن يكون رئيس وزراء أو محللا سياسيا ، كما أن يكون على اطلاع بالموضوع الذي أريد أن أتحدث معه إضافة إلى أن يكون خفيف الدم لا ثقيل ، متحدث لبق لا ممل ، لديه كاريزما ..

** إلى أي مدى تؤثر الحالة النفسية بأداء المذيعة ؟


- أنا من المذيعات اللواتي يتجاوزن حالاتهن النفسية حيث أحاول أن لا يؤثر انفعالي على عملي ، وأنا عندي تجربة مريرة بخصوص ذلك ، فعندما كنت في الجزيرة تعرض ابني لحادث حيث وضع في الكوما مدة 9 شهور ثم توفي بعد ذلك ، تخيل أني كنت خلال هذه فترة أترك المستشفى وأذهب إلى البيت فأضع المكياج على وجهي ثم أذهب إلى العمل ، كيف تتصور أن تكون حالتي النفسية بهذا الموقف؟! .. وفي الوقت نفسه كنت أحاول أن يكون أدائي طبيعي ، فكان عندي معاناة نفسية ولم تكن الناس آنذاك تتحدث عنها لأنهم بالنهاية يهمهم ما أقدم وكيف أظهر .. فكنت أحارب داخليا حتى أظهر بشكل طبيعي ، كذلك عندما توفيت أمي وكنت في تلفزيون " العربية" بعد أسبوع عدت إلى عملي ، طبعا عندي حالة حزن عميقة ولكن عندي شغل ، وهنا أريد أن أقول الحمد لله أنني أشتغل شغل جاد ..

** ما رأيك بالاتهامات التي تعرضت لها قناة العربية بأنها يهودية تعمل مع الموساد الأميركي ؟

- أنا أعتقد أن قناة " العربية " واقعية بكل ما للكلمة من معنى ، فهي لا تطنطن ليل نهار بأننا قادرون على هزيمة ولايات المتحدة الأميركية ونحن أصلا لسنا قادرين ..




** ما رأيك بالصحافة الالكترونية اليوم وهل ستلغي الصحافة الورقية ؟

- أشك في ذلك لأن للصحافة الورقية خصوصية تختلف عن الصحافة الالكترونية ولا يزال هناك اشخاص يأنسون بالقراءة عن طريق الورق وليس الشاشة ..

** كيف وجدت رجال السياسة في برنامجك ؟

- كذابون بمجملهم ، يعرفون أنهم يكذبون ولكنهم لا يبالون ..

** هل الديمقراطية بحسب المفهوم الأميركي آتية إلى بلادنا ؟

- غصبا عنا آتية ولا محال شئنا أم أبينا ، وما زلت أتذكر ما قاله الرئيس عبد الله صالح في أحد حواراتي معه : خلينا نحلق رؤوسنا قبل ما يحلقونا ..

** أين دور المثقفون والشرفاء في ظل هذه المحنة ؟

- كل شريف في بلادنا يعتبر رجعي ومتخلف لأنه يقاوم ويدافع عن حقه ..أنا كمواطنة عربية أفضل أن أشارك في العملية السياسية في العالم العربي وأتحدث بحريتي حتى لو كانت هذه المشاركة بيد أميركا على أن لا أعيش في ظل حكوماتنا الشمولية الواحدة ، وأبقى أتغنى بشعار الديمقراطية والقومية العربية..واعلم أن كل من يبقى على كرسيه في وطننا العربي تكون أميركا راضية عنه ومحبوبا من البيت الأبيض ..


 نتأنت


هناك 3 تعليقات:

  1. مذيعة فاشلة بكل معني الكلمة
    وكل ماقالته بشاءن الرآي والرآي الاخر غير موجود في جميع اذاعاتنا العربية فنحن فعلا عالم ثالث ان لم يكن رابع
    لاتوجد حرية للصحافة
    فقد شاهدت بالامس برنامج بانورما بتاريخ 19-6-2011
    ما اثبتت به فشلها هذه المذيعة فهي تفعل ماتملي عليها ادارتتها لاتحاور جيداااا الا ماتريد ان تصل اليه ...
    هذه وجهة نضري

    ردحذف
  2. كلامها جميل و معقول الا فيما يخص قناة العربية أنها واقعية بكل ما تعنيه الكلمة . فهي تنافق هنا و تتعصب لقناتها ربما خشية فصلها منها . حيث إن هذه القناة - باستثناء منتهى - جميع مذيعاتها عارضات أزياء أكثر منهن مذيعات . خصوصا مذيعات القسم الاقتصادي القسم الذي لا يحتاج الى مكياج اصلا . لكنهن في هذه القناة اكثر بريقا بل أكثر رعودا و أعرى لبسا من غيرهن

    ردحذف
  3. مذيعة متألقة ومثقفة وطموحة...نتمن لها التوفيق

    ردحذف