الأحد، 30 يناير 2011

شارع الشيخ زايد ..شاهد على الإبداع والإنجاز


يعدّ الشريان الرئيس لإمارة دبي


·   لا تقتصر أهمية الشارع على السياحة والتجارة والصناعة، وإنما يلعب دورا كبيرا في إبراز الوجه الثقافي والإعلامي والمعرفي لمدينة دبي
·       يشكّل الشارع حاضنة حقيقية لتنفيذ أهم الانجازات والخدمات والمشاريع والأعمال في جميع الميادين
            
كتب/محمد غبريس
من منّا لا يعرف شارع الشيخ زايد في دبي، هذا الشارع الذي يتألق بالمباني الحديثة الراقية والأبراج الزجاجية الشاهقة، فضلا عن البساط الأخضر الذي يتلألأ على جانبي الطريق.
هو أحد الشوارع العظيمة في العالم، والتي ترتبط بأسماء كبار الشخصيات التاريخية من رؤساء ومفكرين ومبدعين وعلماء وفنانين، كما أنه ليس مجرد شارع يربط عددا من المناطق والأحياء ببعضها بعضا، أو عبارة عن طريق من الإسمنت والحديد تقع على أطراف المدينة، وإنما يعد الشريان الحيوي لإمارة دبي، حيث يمر  عبر قافلة من المشاريع العمرانية الباهرة والمنشآت الصناعية والتجارية، وتتكاثف حوله ناطحات سحاب ذات تصاميم عالمية مدهشة، وتتمركز  في وسطه  كوكبة من المؤسسات الثقافية والإعلامية العملاقة، والتي اكتسبت بموقعها المميز رونقا خاصا وإطلالة ساحرة على الخليج العربي.
بدأت قصة نجاح شارع الشيخ زايد في مطلع التسعينات، وهي بداية الطفرة الاقتصادية التي شهدتها إمارة دبي، وتزامن هذا النجاح مع تألق مدينة دبي وبلوغها شهرة عالمية، حيث أصبح القاصي والداني من دول العالم، يعرف أهمية وجوده لما يتمتع به من مزايا ومقومات على أكثر من صعيد.
إذن هذا هو  الشارع الصاخب الذي يصل إمارة دبي بإمارة أبوظبي، ما كان لينال المجد والأهمية والحيوية إلا من خلال التطور الذي شهدته دبي في العقدين الأخيرين، وعبر الإنجازات الباهرة التي تحققت في كافة المجالات والميادين بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله.
كل ما يجول في ذهنك من أسئلة حول مدينة دبي، تجد الإجابات لها في شارع الشيخ زايد، وكلّ ما يخطر على بالك من روائع وبدائع وعجائب تجدها أيضا في هذا الشارع، فعلى مسافة تبلغ عشرات الكيلومترات، يشكّل الشارع مشهداً بانورامياً ذا أبعاد عصرية عالمية، حيث أصبح نتيجة التوسع العمراني والصناعي الضخمين، معلما حضاريا واقتصاديا من جهة، وحاضنة حقيقية لتنفيذ أهم الانجازات والخدمات والمشاريع والأعمال في جميع الميادين، من جهة ثانية، ولا بدّ لزائري دبي من أن يمروا في هذا الشارع ويطلعوا عن كثب على معالمها وتراثها وتاريخها، ويستكشفوا عبقرية المدينة وأحلامها، كما لا يستطيعون أن يفوتوا مشهد الشارع ليلا، حيث تتلألأ الأضواء في كل مكان، وترتدي المدينة ثوبا ملونا ينعكس وهجه على طول الطريق.
بدقائق لا تتجاوز الساعة الواحدة يمكنك أن تمر بكل الشارع من جنوبه إلى شماله، وتتمتع بمشاهدة المجمعات التجارية ومراكز التسوق والترفيه مثل الوافي ودبي مول ومول الإمارات وابن بطوطة، وبين هذه المراكز والمجمعات تشرئب مئات الأبراج إلى السماء وتلمع قممها العالية بشموخ، ويختال برج خليفة، أطول برج في العالم، بين السحب المتقطعة، فيما ينساب مترو دبي على طول الشارع موازيا له منذ بدايته وحتى نهايته..
لا تقتصر أهمية الشارع على السياحة والتجارة والصناعة، وإنما يلعب دورا كبيرا في إبراز الوجه الثقافي والإعلامي والمعرفي لمدينة دبي، حيث تقع  على جانبيه العديد من المؤسسات والشركات العالمية والعربية، مثل مدينة دبي للإعلام، ومدينة دبي للإنترنت، وقرية المعرفة، وعدد من الفضائيات العربية والأجنبية، هذا إلى جانب مجموعة من الصحف المحلية ودور الصحافة والنشر، مثل: دار "الصدى" للصحافة والنشر والتوزيع، وجريدة البيان، وجريدة جلف نيوز..
أما الذي يلفت في هذا الشارع ويشد الانتباه فهي النهضة العمرانية التي تمزج بين فن العمارة الحديثة والزخرفة العربية، وبين التأثيرات العصرية والإبداعات القديمة، وينسحب ذلك حتى على المرافق والبنية التحتية، حيث لا تكاد تخلو أي عمارة على جانبي الطريق وحوله، من تصاميم ذات طابع تراثي فريد ومتميز.
 أخيرا لا تكفي هذه الصفحات للحديث عن شارع الشيخ زايد في دبي، وخاصة أنه يعدّ الشريان الرئيس للمشروع العمراني الأضخم في العالم، فلا تكاد تهدأ الرافعات العملاقة عن العمل ولا تنام عيون الساهرين على صنع المستقبل الباهر..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق