الأحد، 23 يناير 2011

الشاعر السوداني معز عمر بخيت:أستطيع أن أحرّك ثورة.. وأقود انتفاضة




·       إلهام الشعر كان الدافع الأساسي في نجاح تجربة البحث والاكتشاف.
·       من لا يضع المرأة في مقامها العظيم كانت حياته بلا لون ولا طعم ولا رائحة وضاعت قضيته واندثرت.
·       ما دفعني إلى الترشيح للرئاسة، الأمل في التغيير وخاصة أن هناك رغبة حقيقية لدي الجيل الجديد في إحداث التغيير.
·       برنامجي الانتخابي "صباحات روعة" يؤسس لوطن حديث يتطلع نحو التقدم ليكون على مصاف الدول المتطورة.


حوار/ محمد غبريس
تصوير/ عاد العوادي

بعد تنقله عبر قارات العالم باختلاف بيئاتها وثقافاتها واكتسابه تجارب علمية وأدبية متنوعة، وبعد سنوات التعب وليالي السهر في تجربة البحث والاكتشاف العلمي، وغوصه في أعماق الشعر وتعلقه بالقصيدة منذ الطفولة، يرشح اليوم الدكتور عمر بخيت نفسه لرئاسة الجمهورية السودانية، وهو يجمع بين هاتين المغامرتين اللتين تمخض عنهما برنامجه الانتخابي تحت عنوان " صباحات روعة"، فقلما تجد في العالم شعراء يصوبون أنظارهم إلى رئاسة الجمهورية، فكلّ ما نعرفه عن هؤلاء هو تصويبهم دائما إلى رئاسة الشعر، ومنافستهم مع بعضهم بعضا على تقديم القصيدة الأفضل وإصدار المجموعة الأهم، لكن د. عمر اختار رئاسة الجمهورية، ليس ليصل من خلالها إلى رئاسة الشعر، وإنما من أجل إحداث التغيير في وطنه، مدعوما بإلهامه الشعري وتجاربه البحثية والعلمية..
ونقرأ في سيرة د. بخيت أنه تخرج في كلية الطب جامعة الخرطوم عام1985 م، تخصص في أمراض المخ و الجهاز العصبي بالسويد عام 1993 م، ثم  نال درجة الدكتوراه في الطب عام 1993 م، كما نال درجة بروفيسور مشارك من جامعة "كارولينسكا" الطبيّة باستوكهولم عام 1996 م.ونال أيضا درجة الأستاذية الكاملة من جامعة الخليج العربي بالبحرين عام 2002 . عمل لعدة سنوات كرئيس للأبحاث        ومدير لمعامل أبحاث المخ و مناعة الجهاز العصبي بمستشفى هودينقا الجامعي - جامعة كارولينسكا- السويد وهي الجامعة التي تمنح جائزة نوبل في الطب..
يعمل الآن أستاذا في علم المناعة بكلية الطب - جامعة الخليج العربي واستشاري لأمراض الدماغ و الجهاز العصبي بالمستشفى العسكري ومدير لمركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي وعلوم الجينات والأمراض الوراثية بالبحرين.
أمّا في مجال الأدب والفكر، فقد أصدر د. معز ثمانية دواوين شعرية تم جمعها مؤخرًا في مجموعتين شعريتين حيث حوت المجموعة الشعرية الكاملة الأولى أربعة دواوين شعرية وهي: السراب والملتقى، البعد الثالث، أوراق للحب والسياسة ومداخل للخروج. أمّا المجموعة الثانية فقد حوت أيضاً أربعة دواوين شعرية وهي: البحر مدخلي إليك، الشمس تشرق مرتين، مرافئ الظمأ وشذى و ظلال.

·       د. معز بخيت، كونك طبيبا معروفا لما تمتع به من كفاءة وخبرة وما تشغله من مناصب ومراكز مرموقة، كما أنك شاعر ومبدع كبير، لديك عدة مجموعات شعرية، واسم لامع في هذا المجال.. والسؤال هنا يطرح نفسه: كيف استطعت أن تعيش هاتين المغامرتين – إذا صح التعبير- وتتألق في عوالمهما؟
يقيني أنّ هناك أكثر من رابط يجمع بين مهامي كطبيب باحث وبين الشعر عندي. أولاً: الطبيب الباحث يحتاج إلى الخيال لرسم رؤى جديدة تولد فكرة جديدة يحققها بوسائل البحث العلمي المختلفة، لذلك إن لم يتمتع البحث العلمي بخيال خصب لنضب معينه. والشعر أصلاً يعتمد على الخيال الذي يسافر لآفاق بعيدة لا يطالها الإنسان العادي ويأتي بالرؤى الجميلة التي تلمس عصب الإحساس عند الآخرين. ثانياً: إنّ الإنسان دائماً ما يظل هو الهاجس للطبيب وللشاعر، فالطبيب يحقق العافية ويمنح بإنسانيته الشفاء كما أن الشعر يخاطب الإنسان ويحقق عافيته عبر شفاء الروح فهذه التقاطعات بين الشعر والطب والبحث العلمي تظل موجودة في فلك واحد بالرغم من أن الطب مهنة والشعر موهبة يمكن أن تتحقق لكل صاحب مهنة أخرى.

·       هل لك أن تحدّثنا عن أهم المحطات الأساسية التي مرّت بها تجربتك الشعرية وخاصة أنك قضيت عمرك خارج البيئة التي ولدت فيها؟
أنا لم أنفصل عن البيئة التي ولدت فيها ونشأت، بل أنني عشت وتنقلت في أرجاء وطني القارة منذ الطفولة ولم أخرج أو أهاجر إلا بعد أن أكملت دراستي الجامعية حيث ذهبت للتخصص في أمراض المخ والجهاز العصبي ونيل شهادة الدكتوراه في الطب وسافرت لمدن بعيدة يسكن الصقيع حتى في نفوس الناس فيها. ثم تنقلت عبر القارات باختلاف بيئاتها وثقافاتها مما أكسبني تجربة جديدة جعلتها لا تنفصل عن واقع بلادي وبيئتي بإقامة جسور التواصل والالتصاق بقضايا الناس فيها وهموم الشارع وكذلك بالإطلاع على كل ما يستجد في الساحة الأدبية عموماً وفي واحات الشعر على وجه الخصوص مما جعل الدافع ومخزون الذاكرة لا ينفصلان عن لهيب الوجدان المحفز للكتابة والتدفق الشعوري.
عدة محطات كانت في تجربتي الشعرية بدأت بتجارب ذاتية منذ مراحل الدراسة الأولى استطعت بالتدريج أن أحولها لإحساس عام يحس المتلقي فيه بأن تجربتي هي قضيته الخاصة. ثم بعد ذلك جاءت محطة أوراق سياسية حيث كنا في الجامعة نقود حركات النضال عبر كتابة الشعر الذي يحرك الجماهير فكانت تلك نقطة تحول قربتني للناس وللإنسان البسيط الذي يبحث عن معاني الصدق والحياة الكريمة بعيدا عن القهر والاستبداد. ثم جاءت محطات السفر وتجارب الغربة والتي بدأت بها إجابتي على هذا السؤال.

·       يقال إن الشعر علاج كما الموسيقى والغناء، هل لك أن تذكر لنا حادثة استعنت خلالها بالشعر لتداوي مريضا ما؟
نعم دون شك ودعني احكي لك هذه الرواية عندما شربت أنا القهوة فزال الصداع عن المريضة: جاءتني بعيادتي بالمستشفى مريضة في مقتبل العمل بدت على ملامحها مظاهر الإعياء الشديد والإرهاق الجسدي والنفسي، وكانت تضع يديها على رأسها وتئن من ألم الرأس. رحبت بها وطلبت منها الجلوس وأن ترتاح قليلاً. في تلك الأثناء جلست أقلب في ملفها وأسألها بعض الأسئلة العامة المتعلقة بالإجراءات الروتينية. كانت لا تزال تئن من الألم ولا تبدي أي رغبة في الحديث إلى أن بدأت أسألها عن حالتها وما إلى ذلك من معلومات تتعلق بطبيعة مرضها تمهيداً لاستكمال إجراءات الكشف والفحوصات اللازمة.بدأت تحدثني عن معاناتها مع آلام الرأس وأنها لم تترك شيئاً لم تفعله حتى أصابها اليأس فحتى استشارة ومعالجة الطبيب النفسي لم تجد نفعاً وأن حضورها لعيادتي هو آخر محطاتها في طلب العلاج. بدت المريضة في غاية اليأس و الاكتئاب النفسي ولم تكن متعاونة على الإطلاق عند محاولاتي للتحدث معها أو الكشف عليها فقررت أن أتركها قليلاً لتهدأ وتسكن نفسها.
جلست أقرأ بعض فحوصاتها القديمة وأنواع الأدوية التي تستخدمها على الكمبيوتر الذي يجلس على يساري في قطعة خشبية ممتدة من الطاولة التي أجلس خلفها، وأحرك الفأرة (الماوس) بيدي اليمنى حيث لا توجد طريقة أخرى لتحريك (الماوس) غير باليد اليمنى لأنّ على اليسار لا توجد مساحة لوضع (الماوس). في هذه اللحظة طرقت الممرضة التي تعمل معي الباب ثم دخلت وهي تحمل في يدها كوباً من القهوة الساخنة والتي كنت في أشد الحاجة لها فتناولتها منها بيدي اليسرى دون أن أشعر، ثم واصلت تحريك (الماوس) بيدي اليمنى وأنا غارق في تفاصيل بعض النتائج الخاصة بالمريضة. كنت في كل لحظة أقرب الكوب من فمي في محاولة لرشف جرعة فتأتيني حرارته قبل أن أصل لحافته، وكنت أحاول دون أن أشعر أن أنفخ عليه قليلاً حتى يبرد ثم أرجعه ثم أعيد الكرة مرة تلو الأخرى. وبعد عدة محاولات تمكنت من رشف جرعة وأنا أحمل الكوب بيدي اليسرى. ولم تمرّ لحظة خاطفة وأنا أرشف تلك الجرعة إلا وكاد الكوب يقع من يدي إثر سماعي لصرخة مدوية صدرت من المريضة تقول: لاااااااااا يا دكتوووووور.
التفت بسرعة وبدهشة وقلق إلى المريضة لأرى ماذا حدث فقالت لي بلهجة خليجية: يا دكتور أنا قلبي صار يعورني من لحظة حضور الممرضة بالقهوة وتناولك للكوب بيدك اليسرى، ثم محاولاتك أن تشرب منه وأنت ترفعه لفمك بيسراك، ثم نفخك عليه لتبريده. وظللت أتابعك هكذا طوال الوقت حتى حدث ما كنت أخشاه. قلت لها ماذا حدث؟ قالت أن يشرب الشيطان معك وأنت تحتسي القهوة ممسكاً الكوب بيدك اليسرى!! ثم بدأت تحدثني وتقول: نهى النبي (ص) أن يأكل الإنسان بشماله، وأن يأكل وهو متكئ، كما نهى النبي (ص) أن ينفخ في طعام أو شراب، أو أن ينفخ في موضع السجود. استمعت إليها بتمعن شد انتباهها كثيراً وعندما رأيت الفرحة في عينيها قلت لها: هل من مزيد؟ انفرجت أساريرها وتحمست وقالت عندها: هل تعرف الكثير عن آداب المائدة؟ قلت لها نوريني.. ضحكت وقالت بتساؤل: صدج (صدق)؟! فابتسمت لها وقلت: والله أنا صادق في طلبي. قالت يا دكتور لم أضحك منذ عامين. قلت لها نوريني إذن. قالت: بس لا تتضايق مني.. قلت: قولي وسأدون ما تقولين. حدثتني كثيراً عن آداب المائدة وعن أشياء أخرى تتعلق بالطعام. سألتها إن كانت تحب الشعر فقالت إنها تعشقه طلبت منها أن تقرأ بعضاً مما تحبه قالت أنها لا تحفظه لكنها تحب أن تستمع إليه أكثر. قلت لها أنا أكتب الشعر فطلبت مني أن اقرأ لها بعضاً من شعري وعندما قرأت لها بعض الأبيات التي أحبها طالبت بالمزيد فأمضينا وقتاً محبباً بين أبيات الشعر وفصوله العذبة.بعد أن أكملت قراءة ما استطاب من الشعر شكرتها شكراً جزيلاً وقلت لها: الآن وبعد هذا الحديث الطيب وهذه الأحاديث النبوية الشريفة والنصائح السامية لن أترك الشيطان يأكل أو يشرب معي لكنني وبعد كل هذا أود أن أعود لأسألك عن الصداع الآن. قالت: أي صداع يا دكتور؟؟!!..

·       تقول إن الشعر ساعدك كثيراً في مجال الطب وخاصة في تجربة الاستكشاف والبحث، والتي تحتاج إلى خيال خصب ورؤية غزيرة، حدثنا عن ذلك؟
أهم نقطة تحول كانت دخولي للبحث العلمي إضافة إلى مادة التخصص، وإلهام الشعر كان الدافع الأساسي في نجاح تجربة البحث والاكتشاف.  فالبحوث تحتاج إلى خيال خصب لوضع افتراضات التجارب قبل البدء فيها وبالحق كانت النتيجة اكتشاف علاقة حميمة بين الجراثيم وجهاز المناعة وهي علاقة فلسفية مرتبطة بغريزة البقاء وأكبر اكتشاف كان الوصول إلى مادة بروتينية تفرزها بعض الجراثيم وتغازل بها جهاز المناعة حتى يقع في شراكها فيصاب بالشلل وعندها تستطيع العيش على حساب الجسد .  قمنا بحمد الله بتسجيل الاختراع وحق البراءة وذلك كان سببا لمنحي الجنسية السويدية والعمل كأستاذ بأكبر جامعة طبية في العالم والتي تمنح جائزة نوبل في الطب.

·       إذا توقفنا قليلا عند تجربتك الشعرية ومجموعاتك المتميزة، نجد كما وجد الشاعر السوداني الكبير مصطفى سند أن شعرك شعر جديد بكل ما تحمل كلمة جديد من معنى. وإذا تعمقنا في قصائدك وأسلوبك ومفرداتك التي تبدو أنها تغذت في أكثر من مكان ولون، نجد أيضا نصوصا متشابهة لكن بأرواح متعددة وأنفاس ملتهبة لا تخمد..كيف تفسر ذلك؟
الكلمة عندي تفتح أفاقاً عظيمة لرؤى مختلفة والشاعر المتمكن يستطيع أن يجعل للكلمة في إطار الصورة الشاعرية معانٍ كثيرة وأبعاد جديدة خاصة إذا امتزجت تجربته بثقافات الآخرين وببيئات متنوعة. الالتهاب في النفس الشعري لا بد وأن يكون ملتصقاً بقضايا الآخرين النفسية والذهنية والعاطفية والسياسية وعندها تستطيع أن تطوع الكلمات فتصبح النخلة رمزاً للشموخ عند الثورة لتطلع من غابة العصيان، وتصبح رمزاً للمحبة عند العاطفة وثمراً مباركاً عند الهم الاجتماعي. وكذلك المطر والهدوء والعاصفة والبحر على سبيل المثال فبمثل هذه المفردات القليلة استطيع أن أحرك ثورة وان أقود انتفاضة ربها استطيع أن أحرك قلب امرأة وأن اصنع تغييرا اجتماعيا كذلك.

·       المرأة تحاصر شعرك من الجهات الأربع، بحسب ما لاحظت في قصائدك، إضافة إلى الوطن والقضايا الإنسانية الأخرى، إلا أن المرأة تشكل وقودا قويا لإبداعاتك وخاصة أنها كانت المحرك الأوّل في انطلاقتك الشعرية كما يقال؟
لأن المرأة هي الحياة وهي الرمز وهي الأمل، وهي صورة للتواصل الإنساني المحبب وهي سبب البقاء واستمرار الحياة وتواليها وهي من تخرج الأمم منذ النشء الأول. ومن لا يضع المرأة في مقامها العظيم كانت حياته بلا لون ولا طعم ولا رائحة وضاعت قضيته واندثرت خاصة إذا كان شاعراً.

·       حضرتك مرشح لرئاسة الجمهورية للفترة الرئاسية القادمة 2009 – 2014م، وهنا أريد أن أطرح عليك سؤالين: الأول، ما الذي دفعك إلى أن تكون مرشحا مستقلا لسودان الغد، والثاني: من يدعم د. معز، وما نسبة وصولك إلى الرئاسة؟
ما دفعني هو الأمل في التغيير خاصة وأن السودان بلد غني في مصادره المتنوعة وأن هناك رغبة حقيقية لدي الجيل الجديد في إحداث التغيير وتمكين وجوه جيدة تنادي بدولة العلم والحضارة والثقافة والفنون         ويدعمني هؤلاء الشباب الذين يمثلون قوة الدفع الحقيقية لهذا التوجه وقد كونا سوياً الحركة السودانية للتغيير (تغيير) وهي التي تقود العمل الآن. نسبة الوصول للرئاسة ستتحدد لاحقاً لكن الأمل كبير في تحالف كل القوى الديمقراطية الحديثة معنا.

·       لفتني كثيرا برنامجك الانتخابي الذي أطلقت عليه "صباحات روعة"، يبدو هذا العنوان للوهلة الأولى لقصيدة عاطفية مثلا، لماذا اخترت هذا العنوان؟ وكيف ستجد تأثيره في المجتمع السوداني؟
يقوم البرنامج على عشرة دعامات أساسية تمثل شعاره (صباحات روعة) كالآتي:

ص
= صحة للجميع
ب
= بيت للجميع
ا
= أكل للجميع
ح
= حرية للجميع
ا
= أمان للجميع
ت
= تعليم للجميع


ر
= رفاهية
و
= وحدة
ع
= عدل
ة
= تنمية

هذه الشعارات تؤسس لوطن حديث يتطلع نحو التقدم ليكون على مصاف الدول المتطورة على جميع الآفاق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية من أجل إرساء دولة المستقبل، دولة القانون والمؤسسات والديمقراطية وحقوق الإنسان، دولة الحريات، ودولة مجتمع المعرفة والتعاون والتضامن والتسامح، دولة العدل والمساواة حيث لا مكان فيها لإقصاء الآخر وتهميشه، ولا مجال للتعصّب والتطرف والكراهية. دولة تقوم على العلم والحضارة والابتكار والاقتصاد القوي الذي يوفر حياة كريمة لكل مواطن.
كلما كان البرنامج مبسطاً في طرحه وله وسائله العلمية في حل المشاكل المتعلقة بحياة الناس بعيداً عن المتاجرة بالشعارات والمعتقدات سيكون أثره حميداً على الشعب والناخب السوداني.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق