الأحد، 16 يناير 2011

د. فاطمة البريكي: الإلكترون يروّج للورق ولا يلغيه

بعد أن سبرت في أعماق النقد القديم والبلاغة العربية، تسللت الدكتورة فاطمة البريكي إلى الشاشة الزرقاء، حيث استرعت انتباهها واهتمامها العلاقة بين الأدب والتكنولوجيا، فسارعت إلى الخوض في مرحلة انتقالية من القديم إلى الحديث، وتوجت تجربتها في هذا المجال بإصدار كتاب تحت عنوان ( مدخل إلى الأدب التفاعلي)، وحملت على عاتقها المساهمة في بناء أجيال قادرة على فتح نوافذ جديدة يطل منها الإنتاج الثقافي والفكري والعلمي العربي على ساحة النشر الإلكتروني العالمي.

ونقرأ في سيرة فاطمة البريكي أنها ناقدة إماراتية حاصلة على درجة الدكتوراة في اللغة العربية واَدابها من الجامعة الأردنية- عمّان بتقدير: امتياز، عام 2004م، وهي حالياً عضوة هيئة تدريس في قسم اللغة العربية واَدابها في جامعة الإمارات، وتشغل منصب المديرة التنفيذية للاتحاد العربي للنشر الإلكتروني. لها عدد من الأبحاث العلمية المنشورة في دوريات علمية محكمة، كما لها مقالة أسبوعية في صحيفة (البيان) الإماراتية. . أما بالنسبة إلى مؤلفاتها فنذكر منها: (قضية التلقي في النقد العربي القديم)، دار العالم العربي، دبي، 2006، و ( بين لونين: تأملات في الواقع الثقافي الإماراتي)، دار العالم العربي، دبي، 2008.

يذكر أن انشغالها بالعلاقة بين الأدب والتكنولوجيا بعد حصولها على درجة الدكتوراة لا يعني أبداً انقطاعها عن البحث العلمي في مجال تخصصها الدقيق، فقد شاركت في مؤتمرات علمية عدة مثل: مؤتمر النقد الأدبي الثاني عشر، جامعة اليرموك، 2008م، شاركت ببحث عنوانه: (من الشعر الهندسي إلى الشعر البصري: تداخل الشعر مع الفنون الأخرى). مؤتمر البحوث التاسع، عمادة البحث العلمي، جامعة الإمارات العربية المتحدة، 2008م، شاركت ببحث عنوانه: (الأدب البصري بين البديعيات والوسائط المتعددة).

* في البداية نريد أن نتعرف إليك أكثر من خلال تجربتك في مجال (الأدب التفاعلي)؟ - أود أن أذكر أولاً أنني ناقدة إماراتية، تخرجت في الجامعة الأردنية، في تخصص النقد القديم والبلاغة العربية، وهذا قد يمثل مفاجأة لمن عرفني من خلال اهتماماتي البحثية التي توجهت إليها بعد حصولي على الدكتوراة، حيث إنني أكتب في العلاقة بين الأدب والتكنولوجيا، وهو ما يبتعد كثيراً عن مجال تخصصي الدقيق الغارق في التراث العربي القديم. لكنني كنت أهيئ نفسي لذلك منذ مرحلة الماجستير، إذ عكفت خلالها على قراءة النقد الحديث ونظرياته بالتوازي مع قراءتي في مصادر النقد العربي القديم، وفي أطروحتي في الماجستير والدكتوراة حاولت أن أبحث عن ملامح لبعض النظريات النقدية الحديثة (مثل التلقي والتأويل والتناص ) في تراثنا النقدي والبلاغي القديم.

* هذا يعني أنك انتقلت من القديم إلى الحديث؟ - نعم، عكفت بعد الدكتوراة مباشرة على البحث في موضوع (الأدب التفاعلي)، وأصدرت كتابي (مدخل إلى الأدب التفاعلي) عن المركز الثقافي العربي، وبعده مباشرة قدمت كتاباً بعنوان (الإبداع الأدبي في عصر التكنولوجيا الرقمية) للنشر في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، ولايزال ينتظر دوره في النشر منذ أكثر من عام ونصف العام حتى الاَن. وأخيراً لي كتاب بعنوان (الكتابة والتكنولوجيا)، قيد الطباعة، وسيصدر قريباً، وهو نتاج تدريسي لمادة بالاسم نفسه ينفرد قسم اللغة العربية واَدابها في جامعة الإمارات بتدريسها على مستوى الجامعات العربية.

خلال هذا كله كنت نشيطة جداً على مستوى تقديم المحاضرات والمشاركة في الندوات والمؤتمرات الخاصة بالأدب المقدم عبر الوسيط الإلكتروني، كما كتبت عدداً كبيراً من المقالات في هذا الموضوع. وأخيرًا ساهمت في تأسيس الاتحاد العربي للنشر الإلكتروني، الذي يتخذ من الشارقة مقرًا لأمانته العامة، وعُيّنتُ في يناير/كانون الثاني الماضي المديرة التنفيذية له.

* كيف تنظرين الاَن إلى موقع الأدب من خريطة التكنولوجيا؟ - الأدب -في رأيي الشخصي- وثيق العلاقة بالتكنولوجيا، وقد كان هذا أول ما ذكرته في كتابي (مدخل إلى الأدب التفاعلي)، وذكرت أن المتبادر إلى الذهن هو اتساع المسافة بين الأدب والتكنولوجيا، لاختلاف طبيعتيهما، ولكن الذي يتضح من خلال فحص العلاقة بينهما أنهما شديدا الارتباط ببعضهما; لأن التكنولوجيا نجحت في التسرب إلى أدق تفاصيل حياتنا اليومية، والأدب أهم شكل من أشكال التعبير عن هذه الحياة، لذلك لا بد أن يتأثر بالتكنولوجيا على نحو واسع جداً.

* من المعروف أن كثيراً من المواقع الأدبية الإلكترونية والمنتديات التي لها شأن ثقافي، تتميز بحضور شبابي كثيف، كيف تقيمين العلاقة بين الشباب والأدب في العصر الرقمي؟ وهل صحيح أن ما وجده الشباب على الشبكة العنكبوتية يعوض غياب المؤسسات الثقافية والمعنيين عنهم؟ - ما من شك في أن الأدباء الناشئين يعتمدون اليوم كثيرًا على الشبكة العنكبوتية في تقديم أنفسهم ونصوصهم إلى الجمهور. ومن حق الجميع، وخصوصاً النقاد، التساؤل أولاً عن طبيعة هذا الجمهور، ومدى (أهليته) للحكم على الأديب ونصوصه، وغير هذه الأسئلة، فمن الطبيعي تبادرها إلى الذهن، لكننا لا نستطيع، ولن نستطيع أن ننكر حقيقة أن الكثيرين من الأدباء الذين أصبحوا معروفين اليوم على امتداد الوطن العربي، ما كان ليتم لهم ذلك لولا توافر هذه الشبكة العنكبوتية التي تجاوزت حدود الزمان والمكان، وساعدت على وصول نصوص هؤلاء الأدباء لنا أولاً عبر الوسيط الإلكتروني. لا نستطيع أن نقف في وجه هؤلاء الناشئين الذين يريدون أن يصبحوا أدباء، أو في وجه أصحاب المواقع الإلكترونية الذين يريدون رفد مواقعهم بالنصوص الجديدة دائماً، كي يحافظوا على تحديثها، بغض النظر عن القيمة الفنية لما ينشرونه، لكننا نطالب النقاد والمتخصصين في الأدب بأداء دورهم، الذي ألخصه في كلمة واحدة هي (الغربلة)، لأنهم هم الوحيدون المؤهلون للقيام بهذا الدور، وهم الذين تقع عليهم مسؤولية القيام به. وكما هو الحال دائماً، الكاتب يكتب، والناقد ينقد، دون مجاملة أو محاباة، وفي النهاية لا يبقى إلا ما يستحق البقاء. ولو تأملنا في واقع الفنون والاَداب على امتداد الزمان منذ فجر التاريخ وحتى الاَن، لوجدنا أن الذي يحافظ على بقائه ويُكتب له الخلود هو بالفعل الذي يستحق ذلك، لأن الزمن لا يجامل.

* ولكن هل هذا هو ما يحدث بالفعل على مواقع الشبكة العنكبوتية؟ - ربما الذي يحدث على صفحات بعض المواقع الإلكترونية هو أن عملية النشر فيها تصبح أشبه بتبادل المصالح، فالمتأمل في كثير منها يشعر أحيانًا بوجود اتفاق شبه ضمني بين بعض أصحاب المواقع والكتاب والنقاد، بأن يتبادل الجميع الثناء والمدح، كي يسير بهم المركب، فيصبح الكل أديباً، ويصبح الكل ناقداً، ما أفقد الأدب المقدم عبر الشبكة العنكبوتية ملامح الأدب، وجعله وأي نص اَخر سواء. ولكن هذا الحكم لا يمكن تعميمه كما ذكرت، ونحن ندين للشبكة العنكبوتية ومواقعها الإلكترونية بفضل وصول الكثير من النصوص الجادة إلينا ومعرفتنا بها.

* كيف تقيمين واقع الكتاب الورقي في زمن الفضائيات والإنترنت والوسائل السمعية والبصرية؟ وما تأثير النشر الإلكتروني في هذا المجال؟ - لا أحب كثيراً أن أجيب عن أسئلة من هذا النوع، لأنها تبدو -في نظري- وكأنها تعيدنا إلى الوراء في الوقت الذي يجب أن نتطلع فيه إلى الأمام، لكني سأذكر رأيي في الموضوع بما أنك قد طرحته.

بصراحة أنا لا أستطيع أن أخفي شعوري الشديد بالعجب حين أسمع العبارات التي تنطلق هنا أو هناك لتودع الورق والكتاب الورقي. لا أعرف إن كان يوجد مبرر منطقي يسمح لأي شخص بالقول بإلغاء الورق; لأن العصر منفتح على الإلكترون وكل ما لفّ لفّه، فأنا على الأقل لم أسمع بهذا المبرر حتى الاَن، وكل ما قيل ويُقال لا يعدو الاَراء الشخصية التي تقدم قراءاتها المستقبلية، أما غير ذلك فلا يوجد. لقد قيل الكثير عن تراجع الورق في مقابل الغزو الإلكتروني، لكن هل توجد إحصاءات دقيقة بذلك؟ لا أظن -على الأقل باللغة العربية-، أما الدراسات الأخرى التي أطّلع بين حين واَخر على بعض منها، فالكثير منها يقول إن الإقبال على الكتاب الورقي يزداد ولا يقل، ويشعر بعض المؤلفين أن كتبهم تُباع ورقياً إذا أحسنوا الإعلان عنها إلكترونياً، وقدموا ملخصاً لها، وفتحوا المجال لتعليقات القراء. بل إن كثيراً من الكتب التي تكون موجودة بنسختها الإلكترونية تُباع ورقياً على نحو أفضل من الكتب التي يكتفي أصحابها بنشرها ورقياً; فالإلكترون يروّج للورق، ولا يلغيه. هل سمعت أن دار نشر أغلقت أبوابها منذ أن بدأ الزحف الإلكتروني; لأنه أثّر في مبيعاتها؟ لم أسمع بذلك شخصياً، ولا أظن ذلك سيحدث، بل أظن أن النشر الإلكتروني أوجد طرقاً للنشر لم تكن متاحة من قبل، وعلينا أن نفكر في كيفية استثمارها على النحو الذي ينشّط حركة النشر عندنا -التي تعاني ركوداً أصلاً- لا أن ننشغل بمناقشة أيهما سيبقى الورق أم الإلكترون، وهي مناقشة لن نستفيد منها شيئاً، سوى أنها ستأخذ من وقتنا وتفكيرنا وتصرفنا عما هو أهم منها! * لديك كتاب بعنوان (مدخل إلى الأدب التفاعلي)، أولاً ماذا يعني مصطلح (الأدب التفاعلي)؟ ثم دعينا نتوقف عند أهميته؟ - يُعرّف (الأدب التفاعلي) بأنه الأدب الذي يوظّف معطيات التكنولوجيا الحديثة، خصوصاً المعطيات التي يتيحها نظام (النص المتشعب-Hypertext ) ، في تقديم نص أدبي جديد، يجمع بين الأدبية والإلكترونية. ولا يمكن لهذا النوع من الكتابة الأدبية أن يتأتّى لمتلقيه إلا عبر الوسيط الإلكتروني، أي من خلال الشاشة الزرقاء. ويكتسب هذا النوع من الكتابة الأدبية صفة التفاعلية بناء على المساحة التي يمنحها للمتلقي، والتي يجب أن تعادل، وربما تزيد على مساحة المبدع الأصلي للنص ، ما يعني قدرة المتلقي على التفاعل مع النص بأي صورة من صور التفاعل الممكنة.

وتكمن أهمية الأدب التفاعلي في أنه يمثل الوجه الجديد للكتابة الأدبية التي تمثل العصر الذي نعيشه من جهة. ومن جهة أخرى فإنه يفتح الباب أمام أشكال وأجناس من الكتابة الأدبية التي تتجاوز حدود المدرَك حالياً منها، نظراً لانفتاح الأدب المقدم عبر الوسيط الإلكتروني أمام كل الاحتمالات، وتداخله مع الفنون الأخرى المختلفة. كما يمكن استثمار الأدب التفاعلي لاجتذاب الجيل الجديد المنكبّ على التكنولوجيا الحديثة بفوائدها ومضارّها، كي يرتبط بالأدب حين يقدم له من خلال الوسيط الذي يحبه ويستطيع التفاعل معه، وغير ذلك الكثير.

* تدرسين مادة (الكتابة والتكنولوجيا)، حدثينا عن هذه المادة، وعن أهمية تدريسها في قسم اللغة العربية واَدابها.

- من المهم أن أذكر أولاً أن هذه المادة تُطرح بشكل حصري في قسم اللغة العربية واَدابها في جامعة الإمارات، وقد طُرحت لأول مرة في الفصل الدراسي الثاني (2006-2007م)، وذلك لتعريف الطلبة بالأوجه التي يتجلى من خلالها اتصال مهارة الكتابة بالتكنولوجيا الرقمية، وخصائص الأسلوب الكتابي الجديد، وأنماطه المختلفة. ولهذه المادة أهداف عدة، منها على سبيل المثال: بيان أهمية التكنولوجيا الرقمية في حياة الأفراد والمجتمعات، خصوصاً باتحادها مع مهارة أساسية من مهارات التواصل البشري، هي مهارة الكتابة، إضافة إلى تعريف الطلبة بالأنماط الجديدة التي اتخذتها النصوص الكتابية، بوساطة الاستعانة بالصوت، والصورة، أو بالاثنين معاً، وخصائص كل نمط منها، ومميزاته وعيوبه.

لهذه الأهداف وغيرها أعتقد أن تدريس هذه المادة في قسم اللغة العربية واَدابها بجامعة الإمارات يُحسب لهذا القسم، ويضيف إلى رصيد جامعة الإمارات التي تمثل جامعة القرن الحادي والعشرين كما أطلق عليها الشيخ نهيان بن مبارك اَل نهيان، الرئيس الأعلى للجامعة.

* حدثينا عن فكرة ونشأة (الاتحاد العربي للنشر الإلكتروني)، وإلى ماذا يهدف؟ وألا تؤثر أهداف الاتحاد في مستقبل النشر الورقي؟ تأسس (الاتحاد العربي للنشر الإلكتروني) منذ عام تقريباً في إمارة الشارقة، بالتحديد في 17/5/2007م. وأنا أحب أن أذكر أننا لم نعان كثيرًا في إنشاء هذا الاتحاد، فقد كانت الأمور ميسرة بشكل فاق كل توقعاتنا حين كان الاتحاد لا يزال حلماً يداعب خيالنا، وقد كان كرم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مع هذا الاتحاد كبيراً، فقد تبنى المشروع منذ أن كان مجرد فكرة، ودعمه معنوياً ومادياً، ووافق على أن يكون مقر الأمانة العامة للاتحاد في إمارة الشارقة، وأن يكون الرئيس الفخري له. وللاتحاد خطة طموحة جداً خلال هذا العام، بعد أن انتهى من ترتيب أموره الداخلية، ونأمل في جذب الجمهور وأفراد المجتمع ليكونوا فاعلين في الأنشطة التي ينوي الاتحاد تنظيمها على مدار هذا العام.

وفي ما يتعلق بالشق الثاني من سؤالك، وهو عن تأثير أهداف الاتحاد في مستقبل النشر الورقي، أود أن أشير فقط إلى أن الناشرين الورقيين هم جزء من هذا الاتحاد، ويحق لهم الانتساب إليه، وذلك لأن الحدود الفاصلة بين النشر الورقي والنشر الإلكتروني -كما ذكرت- واهية، والاثنان لا يمكنهما الاستغناء عن بعضهما، وعلى العكس من ذلك، فإن وظيفة الاتحاد هي التقريب بين هذين الطرفين اللذين يبدوان متباعدين وربما متنافرين، لأن الهدف الذي يجمعهما واحد، وهو تقديم الثقافة والمعرفة والفكر للقارئ العربي.

* معظم الاتحادات العربية في كافة المجالات إما معطلة وإما مصابة بنكسة وإما تابعة. . هل بإمكان الاتحاد العربي للنشر الإلكتروني أن يسد الفجوة الرقمية بين العالم العربي والعالم الغربي؟ وما دوركم تجاه ذلك؟ - لست متأكدة من أنك تتوجه الاَن بهذا السؤال للشخص المناسب أو لا. . فأنا من مؤسسي هذا الاتحاد، وأملي فيه كبير جداً، ومن الطبيعي أن يحلم أي شخص يسعى إلى تحقيق هدف ما بقدرته على تقديم شيء يستحق عناء التعب الذي يجده في سبيل تحقيقه وإخراجه إلى الوجود. والذي أدركه جيداً هو أن الدعم الذي يجده الاتحاد من صاحب السمو حاكم الشارقة سيصبّ في مصلحة الاتحاد أولاً وأخيراً، وهو ما يجعلني أقول باطمئنان إنني متفائلة تجاه هذا الاتحاد الناشئ، الذي لايزال يخطو خطواته الأولى في عالم النشر الإلكتروني، ومتفائلة حيال قدرته على سد الفجوة الرقمية القائمة بين شرق العالم وغربه، وفتح نوافذ جديدة يمكن أن يطل منها الإنتاج الثقافي والفكري والعلمي العربي على ساحة النشر الإلكتروني العالمي.

* أخيراً: كيف تقرئين مستقبل الأدب الإلكتروني؟ - لا أستطيع إلا أن أكون متفائلة كعادتي، حتى إن كانت البدايات حتى الاَن لا تنبئ عن مستوى مميز جدًا للنصوص الأدبية الإلكترونية خلال السنوات القليلة المقبلة، إلا أن التفاؤل مطلوب، لأنه يمدنا بالطاقة التي تدفعنا لأن نواصل العمل سعيًا للوصول نحو الهدف. وفي هذا الصدد تقدمت مؤخراً بطلب تدريس مادة (الأدب التفاعلي) في قسم اللغة العربية واَدابها بجامعة الإمارات حيث أعمل، وذلك لإيماني بأن الحركات الكبرى التي تؤثر في الأدب والفكر والثقافة، إنما تنطلق من قاعات الدرس الجامعي، وكلي أمل بأن تكون الانطلاقة الحقيقية للنصوص الأدبية الإلكترونية التي تحقق درجة عالية جداً من التفاعلية من دولة الإمارات، حيث تتوافر جميع الإمكانات التي تؤهل هذه النصوص للظهور، لكن المسألة في رأيي مسألة وقت لا أكثر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق