الثلاثاء، 12 أبريل 2011

محمد غبريس: 'أمير الشعراء' يستعيد وهج الشعر


 
الشاعر اللبناني يسلط الضوء على أرقى الفنون ويعتبر أن المشكلة بالنسبة للحركة الشعرية العربية تكمن في النقد.
 
ميدل ايست أونلاين
كتب - محمد الحمامصي
كثير من الشعراء وقليل من النقاد
يملك الشاعر اللبناني محمد غبريس المشارك ضمن مسابقة أمير الشعراء التي تنظمها أكاديمية الشعر إحدى مشروعات هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، حضورا لافتا من خلال تجربته المتميزة التي تسعى إلى تقديم رؤية شعرية مغايرة وامتلاك خصوصية في لغتها وصورها ودلالاتها.
وغبريس حاصل على الإجازة في الإعلام من الجامعة اللبنانية كلية التوثيق والإعلام، اختصاص الصحافة ووكالات الأنباء، وشارك في عدة مهرجانات شعرية وفعاليات ثقافية عربية، ويكتب في العديد من المجلات الثقافية والفنية والفكرية إلى جانب المواقع الإلكترونية الأدبية.
وله مجموعتان شعريتان: الأولى تحت عنوان "معشوقتي في رحيل دائم" والثانية عنوانها "نبض الأقحوان"، إضافة إلى كتاب قيد الطبع،عنوانه " قريبا منهم: كيف ينظر المثقف الإماراتي إلى المشهد الثقافي؟"، وهو عضو جمعية الصحفيين الإماراتيين، ويعمل محرر صحفي في مجلة "دبي الثقافية" /دار الصدى للصحافة منذ العام 2004. أعدّ وكتب وحرّر عدة ملاحق متنوعة، أهمها ملحق "محمد بن راشد في عيون الإمارات"، صدر مع مجلة "الصدى".
في البداية لفت محمد غبريس إلى أنه ليس ممن يدّعون الشعر، ويهتفون ليل نهار باسمه، وليس من أولئك الذين إذا كتب الواحد منهم بيتاً أصبح شاعرا ذا تجربة مهمة، لكن "أنا بكل تواضع، أعتز بموهبتي الشعرية، وأشكر الله على منحي هذه الملكة، ومازلت في بداية الطريق، لدي بعض المحاولات، منها الناجحة ومنها الفاشلة، أجرب كثيرا، أحاول أن أقدم نصوصا تتوفر فيها كل العناصر الشعرية والجمالية، ولا أطلب أكثر من ذلك"
وقال "بدأت كتابة الشعر في سن مبكرة، وكانت الكتابات عبارة عن نصوص نثرية أبث فيها كل ما يعتمل في صدري من أحاسيس ومشاعر، وعملت على تطوير أدواتي وقدراتي شيئا فشيئا، حتى تجرأت وكتبت القصيدة الكلاسيكية والتي تعدّ الجسر الآمن إلى كتابة الأنواع الأخرى من الشعر كشعر التفعيلة والنثر، بعد ذلك أصرّ بعض أصدقائي على أن أجمع القصائد في ديوان، وبفضل تشجيعهم ودعمهم المعنوي والمادي، أصدرت المجموعة الأولى تحت عنوان 'معشوقتي في رحيل دائم'، وقد ظل لدي هذا الزخم إلى أنّ تركت بلدي لبنان وأتيت إلى دولة الإمارات بحثا عن فرصة للعمل، فاشتغلت في دار الصدى للصحافة والنشر، في مجلة 'دبي الثقافية' محررا صحافيا".
وأضاف غبريس "الفترة من 2004 إلى 2010، شهدت تراجعا في اهتمامي بالشعر، والسبب هو أنني كنت أصب كل جهودي وقدراتي في عملي، فالصحافة سرقتني من الأدب، ولأنني أعمل في الصحافة الثقافية، ظللت أعيش القصيدة وباقي الفنون من خلال موقعي الصحفي، ولكن قبل سنة تقريبا، شعرت بأنني أثّبت نفسي أولا في المجال الإعلامي، واستطعت أن أمدّ جسورا من التواصل مع كافة المؤسسات والأفراد في كل أنحاء الوطن العربي، وبقي أن أستعيد وهج قصيدتي، وأنّ أخصص وقتا إضافيا للشعر، فأصدرت ديواني الثاني قبل ثلاثة اشهر تحت عنوان 'نبض الأقحوان' عن دار الحوار بدمشق، وسوف يكون لي ديوان كل سنة مع معرض الشارقة الدولي للكتاب".
وحول المفهوم أو الرؤية التي ينطلق منها في كتابته أكد أنه ربما ليس هناك رؤية بمعناها الأوسع و"لكن توجد بعض العناوين التي أتعكز عليها في درب الحياة الوعر، فبقدر ما أكون صادقا مع نفسي ومصارحا لذاتي، تكون القصيدة أكثر توهجا وأقل توعكا، وبقدر ما أكون ملامسا للقضايا والواقع، مبللا بمائها اليومي، وغارقا في حلوها ومرها، يكون للشعر في ذلك أوكسجين الزمان والمكان، وتدفق الخفقة العطرة، واتساع رقعة الحلم والأمل".
وأكد الشاعر اللبناني أن برنامج أمير الشعراء استطاع منذ انطلاقته إلى الآن أن يستعيد وهج الشعر ويسلط الضوء على أرقى الفنون وأكثرها تميزا، كما استطاع أن يضخ دماء جديدة في الحركة الشعرية العربية، من خلال إبراز المواهب الشابة المتميزة ومنحها "الفرصة الذهبية" للنمو والعطاء، خصوصا أنه يتم بثه على شاشة تلفزيون أبوظبي، وعلى الهواء مباشرة، "إضافة إلى أن إشراك الجمهور ومتذوقي الشعر في اختيار شاعره المفضل عبر الرسائل النصية، أضفى جوا جميلا وممتعا من الإثارة والحماس والتشجيع، فالفضل في ذلك يعود إلى هيئة أبوظبي للثقافة والتراث التي تستحق كل الشكر والتقدير على كل ما تقدمه للثقافة والفن والأدب، بدءا من معرض أبوظبي الدولي للكتاب مرورا بمهرجان أبوظبي السينمائي وجائزة الشيخ زايد للكتاب وصولا إلى شاعر المليون ومشروع كلمة".
وعن رأيه في المشهد الشعر العربي والتفاعلات القائمة بين أشكال القصيدة من عمودية وتفعيلية ونثرية، قال غبريس "المشهد الشعري العربي، بخير إلى حدّ ما، ويتقدم نحو الأمام وليس إلى الوراء كما هو حاصل في بعض الفنون والآداب الأخرى، وأعتقد - من وجهة نظري المتواضعة – أنّ التفاعلات القائمة بين أشكال القصيدة من عمودية وتفعيلية ونثرية، ساهمت في تطور الشعر، وتنوع مدارسه واتجاهاته، ولعل الصراح الساخن بين قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، هو لمصلحة الشعر وليس على حساب الشعر".
ورأى غبريس أن المشكلة بالنسبة للحركة الشعرية العربية تكمن في النقد "فعلى الرغم من وجود حركة شعرية كبيرة في الوطن العربي، وازدياد عدد الشعراء بشكل هائل يوما بعد يوم، مع زيادة ملحوظة في عدد المؤلفات والإصدارات، وفي عدد دور النشر العربية، إلا أنّ النقد عاجز على مواكبة هذه الحركة واستيعابها، فضلا عن غربلة النتاج الشعري وإعادة توجيه الدفة إلى المسار السليم"
وقال إن هناك سببين يقفان وراء هذا العجز النقدي "الأوّل يتمثل برحيل معظم النقاد الكبار الذين استطاعوا بموضوعيتهم المعروفة ومصداقيتهم وجرأتهم ونبل رسالتهم وحرصهم الشديد على التمييز بين الغث والسمين والنافع، من هنا اكتسبوا ثقة القارئ ولبوا احتياجاته، كما لعبوا دورا كبيرا في تنشيط الحركة الثقافية، أما السبب الثاني فيتمثل بعدم وجود مساحات كافية للنقد في كافة الوسائل الإعلامية، ففي الصحف هناك أولوية للأخبار ونشر بعض النصوص الإبداعية، وفي المجلات الثقافية هناك اهتمام بالحوارات والتحقيقات والاستطلاعات، فضلا عن تسليط الضوء على صدور الكتب والمؤلفات الأدبية، وفي المقابل يوجد حراك نقدي فردي متوجا ببعض الإصدارات والندوات المتخصصة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق