الأحد، 30 يناير 2011

شارع الشيخ زايد ..شاهد على الإبداع والإنجاز


يعدّ الشريان الرئيس لإمارة دبي


·   لا تقتصر أهمية الشارع على السياحة والتجارة والصناعة، وإنما يلعب دورا كبيرا في إبراز الوجه الثقافي والإعلامي والمعرفي لمدينة دبي
·       يشكّل الشارع حاضنة حقيقية لتنفيذ أهم الانجازات والخدمات والمشاريع والأعمال في جميع الميادين
            
كتب/محمد غبريس
من منّا لا يعرف شارع الشيخ زايد في دبي، هذا الشارع الذي يتألق بالمباني الحديثة الراقية والأبراج الزجاجية الشاهقة، فضلا عن البساط الأخضر الذي يتلألأ على جانبي الطريق.
هو أحد الشوارع العظيمة في العالم، والتي ترتبط بأسماء كبار الشخصيات التاريخية من رؤساء ومفكرين ومبدعين وعلماء وفنانين، كما أنه ليس مجرد شارع يربط عددا من المناطق والأحياء ببعضها بعضا، أو عبارة عن طريق من الإسمنت والحديد تقع على أطراف المدينة، وإنما يعد الشريان الحيوي لإمارة دبي، حيث يمر  عبر قافلة من المشاريع العمرانية الباهرة والمنشآت الصناعية والتجارية، وتتكاثف حوله ناطحات سحاب ذات تصاميم عالمية مدهشة، وتتمركز  في وسطه  كوكبة من المؤسسات الثقافية والإعلامية العملاقة، والتي اكتسبت بموقعها المميز رونقا خاصا وإطلالة ساحرة على الخليج العربي.
بدأت قصة نجاح شارع الشيخ زايد في مطلع التسعينات، وهي بداية الطفرة الاقتصادية التي شهدتها إمارة دبي، وتزامن هذا النجاح مع تألق مدينة دبي وبلوغها شهرة عالمية، حيث أصبح القاصي والداني من دول العالم، يعرف أهمية وجوده لما يتمتع به من مزايا ومقومات على أكثر من صعيد.
إذن هذا هو  الشارع الصاخب الذي يصل إمارة دبي بإمارة أبوظبي، ما كان لينال المجد والأهمية والحيوية إلا من خلال التطور الذي شهدته دبي في العقدين الأخيرين، وعبر الإنجازات الباهرة التي تحققت في كافة المجالات والميادين بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله.
كل ما يجول في ذهنك من أسئلة حول مدينة دبي، تجد الإجابات لها في شارع الشيخ زايد، وكلّ ما يخطر على بالك من روائع وبدائع وعجائب تجدها أيضا في هذا الشارع، فعلى مسافة تبلغ عشرات الكيلومترات، يشكّل الشارع مشهداً بانورامياً ذا أبعاد عصرية عالمية، حيث أصبح نتيجة التوسع العمراني والصناعي الضخمين، معلما حضاريا واقتصاديا من جهة، وحاضنة حقيقية لتنفيذ أهم الانجازات والخدمات والمشاريع والأعمال في جميع الميادين، من جهة ثانية، ولا بدّ لزائري دبي من أن يمروا في هذا الشارع ويطلعوا عن كثب على معالمها وتراثها وتاريخها، ويستكشفوا عبقرية المدينة وأحلامها، كما لا يستطيعون أن يفوتوا مشهد الشارع ليلا، حيث تتلألأ الأضواء في كل مكان، وترتدي المدينة ثوبا ملونا ينعكس وهجه على طول الطريق.
بدقائق لا تتجاوز الساعة الواحدة يمكنك أن تمر بكل الشارع من جنوبه إلى شماله، وتتمتع بمشاهدة المجمعات التجارية ومراكز التسوق والترفيه مثل الوافي ودبي مول ومول الإمارات وابن بطوطة، وبين هذه المراكز والمجمعات تشرئب مئات الأبراج إلى السماء وتلمع قممها العالية بشموخ، ويختال برج خليفة، أطول برج في العالم، بين السحب المتقطعة، فيما ينساب مترو دبي على طول الشارع موازيا له منذ بدايته وحتى نهايته..
لا تقتصر أهمية الشارع على السياحة والتجارة والصناعة، وإنما يلعب دورا كبيرا في إبراز الوجه الثقافي والإعلامي والمعرفي لمدينة دبي، حيث تقع  على جانبيه العديد من المؤسسات والشركات العالمية والعربية، مثل مدينة دبي للإعلام، ومدينة دبي للإنترنت، وقرية المعرفة، وعدد من الفضائيات العربية والأجنبية، هذا إلى جانب مجموعة من الصحف المحلية ودور الصحافة والنشر، مثل: دار "الصدى" للصحافة والنشر والتوزيع، وجريدة البيان، وجريدة جلف نيوز..
أما الذي يلفت في هذا الشارع ويشد الانتباه فهي النهضة العمرانية التي تمزج بين فن العمارة الحديثة والزخرفة العربية، وبين التأثيرات العصرية والإبداعات القديمة، وينسحب ذلك حتى على المرافق والبنية التحتية، حيث لا تكاد تخلو أي عمارة على جانبي الطريق وحوله، من تصاميم ذات طابع تراثي فريد ومتميز.
 أخيرا لا تكفي هذه الصفحات للحديث عن شارع الشيخ زايد في دبي، وخاصة أنه يعدّ الشريان الرئيس للمشروع العمراني الأضخم في العالم، فلا تكاد تهدأ الرافعات العملاقة عن العمل ولا تنام عيون الساهرين على صنع المستقبل الباهر..

مكتبة مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي.. بستان المعرفة





·       تحتوي المكتبة على مليون كتاب فيما يبلغ عدد العناوين الكلي نحو 340 ألف عنوان
·       تتميز المكتبة باحتوائها على مكتبات خاصة تعود في الأصل لأعلام من العلماء والمفكرين والأدباء.
·       محمد حسن نوفلية: المكتبة لا تعتمد على القارئ العادي وإنما تصطاد الباحث الجاد من داخل وخارج الإمارات .
·       سناء العيسى: يزور المكتبة شهريا نحو 500 شخص وأغلبهم يسألون عن المخطوطات والكتب النادرة.


تحقيق / محمد غبريس

كلما وقفت أمام مكتبة تتلألأ على أرففها الكتب القديمة والحديثة بما تمثله من معارف وعلوم إنسانية، أتذكر  الكلام الكثير الذي يقال حول مستقبل الكتاب الورقي ومصيره في عصر الكتاب الإلكتروني والأقراص المدمجة والانترنت، ولكن حينما زرت مكتبة مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي وشاهدت ما لم أشاهده في حياتي، ووقفت أمام مكتبة ضخمة - تحتوي على مليون كتاب- يعجز اللسان عن وصفها، شعرت بأن الكتاب لا يزال بألف خير وسلام، خاصة أن هناك أشخاصا ينذرون أنفسهم وأموالهم في سبيل الحفاظ عليه، وأن هناك باحثين لا يروي ظمأ بحوثهم وموضوعاتهم إلا العودة إلى الكتاب الورقي.

" دبي الثقافية " زارت المكتبة التي بدت كبستان زاهر من الكتب النادرة والمؤلفات القيمة، واطلعت على محتوياتها وأقسامها وتعرفت إلى الدور الذي تلعبه في خدمة الباحثين والقراء، فكان لنا جولة مطولة بدءا من قاعة المراجع إلى قسم المكتبات، استمعنا خلالها إلى الكثير من الشرح والمعلومات فيما طرحنا بعض الأسئلة والاستفسارات، وقد صاحبنا في جولتنا هذه عمار الحاج علي، رئيس شعبة الإعلام في المركز.

مكتبات في مكتبة واحدة
أولا تعدّ المكتبة الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها مركز جمعة الماجد في تحقيق أهدافه السامية المتمثلة في الارتقاء بمستوى ثقافة الفرد والمجتمع. من هنا يحرص المركز ويسعى دائما إلى تنميتها وتزويدها بكل ما له قيمة علمية ثقافية متميزة في جميع فروع المعرفة، إذ لا يوفر جهدا أو وسيلة في شراء الكتب من مصادر مختلفة، وفي البحث عن الكتب النادرة وعن المكتبات الخاصة المعروضة للبيع.
لا تشعر بحجم هذا الجهد إلا حين تصل إلى المكتبة وتقف أمام أرفف عملاقة تمتد ّ في كافة الاتجاهات وبقياسات ضخمة، محتضنة بين ذراعيها مئات الآلاف من الكتب، تحار بها العقول، وتندهش عند رؤيتها العيون، فمن أين تبدأ؟ وأي كتاب سيستوقفك؟ ما هذا الصمت الذي يتسلل إلى كل مكان وكأن فيه صدى لحروف وكلمات تلتحف الصفحات والسطور وتأنس لحرارة المعاني والإبداع.
عندما ترى هذا الكم الهائل من الكتب، تتراقص في مخيلتك  أرقام وأرقام، وتحتشد في مرأى عيونك تصورات وتخيلات، فلا أنكر أن المكان كان باعثا لأحلام جميلة، كيف لا وأنت في حضرة مليون كتاب بمختلف المجالات، فهناك يطلع لك المتنبي ويسلم عليك، وهنا يمسك بيدك المعري، وأمامك يقف ألف شاعر وشاعر..
هل تصدّق أن مكتبة مركز جمعة الماجد هي مكتبات في مكتبة واحدة؟! حيث تحتوي على سبعين مكتبة خاصة، ويبلغ عدد العناوين الكلي نحو 340 ألف عنوان يتميز بتنوع اللغات مثل العربية والفارسية والانجليزية والفرنسية، إضافة إلى مجموعات كبيرة من أوعية الوسائط المتعددة، ومجموعة من الدوريات القديمة والحديثة، التي يزيد عدد العناوين فيها على ثلاثة آلاف عنوان، ما بين دوريات قديمة ودوريات حديثة. هذا ويبلغ عدد النسخ المطبوعة من الكتب نحو 750 ألف نسخة..

أقسام المكتبة
تتكون المكتبة من أقسام عدة، سنتوقف عند قسم المعالجة الفنية،وقسم خدمات المستفيدين، وقسم المكتبات.أما القسم الأوّل – بحسب سناء العيسى ، رئيس شعبة خدمة الباحثين - فهو يتولى مسؤولية العمليات الفنية من تزويد وفهرسة وتصنيف لأوعية المعلومات بأشكالها المختلفة، ويستخدم في ذلك أحدث الطرق الآلية في الفهرسة والتصنيف مما يتيح للباحثين الحصول على المعلومات المطلوبة بكل دقة وبطريقة مبسطة وسريعة. ويتم العمل من خلال قاعدة بيانات متكاملة مبنية وفق نظام     ( أوراكل ) مع تطبيق قواعد الفهرسة الأنجلو أمريكية، واستخدام خطة تصنيف ديوي العشري الطبعة " 21"، كما عمل المركز بالتعاون مع بلدية دبي ومؤسسة عبد الحميد شومان في الأردن على إصدار أداة مكتبية عربية سميت بـ " المكنز الموسع " ثلاثي اللغات ( العربية والانجليزية والفرنسية ) وقد صدرت النسخة المطبوعة من هذا المكنز عام 1996م في ثلاثة مجلدات، وفي عام 2001م صدرت النسخة الالكترونية من هذا المكنز بعد تحديثه، وهو صالح للاستخدام من قبل أقسام الفهرسة والتصنيف في كل من المكتبات العامة والمتخصصة والجامعية وحتى المدرسية. ويؤمن البحث في هذا المكنز العرض الهرمي للمصطلحات والبحث عن أي مفردة أيا كان موقعها.
ثم حدثتنا سناء خلال جولتنا في قاعة المراجع التي تضم 12 ألف كتاب، حول قسم خدمات المستفيدين، موضحة لنا أن هذا القسم معني بتقديم كل أنواع وأشكال الخدمات المكتبية والمعلوماتية للمستفيدين وبكل الطرق المتاحة، سواء كان عن طريق الحضور الشخصي للمستفيد أو الاتصال الهاتفي أو البريد العادي أو الفاكس أو البريد الإلكتروني. ويقدم خدمات المعلومات من خلال البحث الآلي المباشر في قواعد البيانات المتاحة في المركز، وتقديم خدمة البحث في الانترنت للمستفيدين، إضافة إلى الاطلاع الداخلي لكل الأوعية المتاحة بالمركز وخدمات التصوير والاستنساخ، طبعا لا ننسى الإعارة الخارجية لمواد المكتبة لمنسوبي شركات جمعة الماجد وكلية الدراسات الإسلامية والعربية.
من هم المستفيدون من المكتبة؟ تجيب سناء عن سؤالي قائلة:يستفيد من خدمات المكتبة الباحثون جميعا في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية، وكذا طلاب الدراسات العليا من داخل الدولة وخارجها.يمكن للباحثين والطلاب جميعا الاستفادة من محتويات المكتبة العلمية والثقافية عن طريق قاعة المراجع، التي تسع لثمانين شخصا في وقت واحد إضافة إلى قاعة مخصصة لخدمات الباحثات.
وتؤكد سناء أن أغلب الباحثين يسألون عن المخطوطات والكتب النادرة، مشيرة إلى أن نحو 400 – 500 شخص شهريا يزورون المكتبة.

قسم المكتبات
هنا نأتي إلى قسم المكتبات الذي يقع في مبنى آخر حتى يتسع هذا العدد من الكتب، وقد أخبرني محمد حسن نوفلية، رئيس قسم المكتبات أن المكان لم يعد يتسع للكتب فبدأ العمل على إيجاد مكان آخر.. ونفهم من كلامه أن المكتبة ستحتوي في السنوات المقبلة على ملايين الكتب.
شرح لي رئيس القسم عن مهام قسم المكتبات، وقال : إنه يتولى مسؤولية تنظيم وتداول أوعية المعلومات بأشكالها المختلفة وحفظها وخزنها وتأمين الظروف المناسبة لحفظ تلك الأوعية في بيئة تؤمن سلامة المواد فضلا عن إدامتها وصيانتها. كما يتولى القسم مسؤولية إعارة الكتب. وتتنوع موضوعات الكتب تنوعا يشمل مختلف المعارف والعلوم الإنسانية وخاصة العلوم الإسلامية في مختلف فروعها واللغة العربية والمعارف العامة والفلسفة والأدب العربي والأدب المقارن، والشعر والفنون والتاريخ والجغرافيا والرحلات والتراجم.
هنا سألته ما أهم ما يميز مكتبة مركز جمعة الماجد؟ قال: أهم ما يميز هذه المكتبة هو احتواؤها على مكتبات خاصة تعود في الأصل لأعلام من العلماء والمفكرين والأدباء من مثل العالم الشيخ عبد الغني عبد الخالق، والدكتور شكري فيصل، والمحقق سيد صقر، والتربوي الدكتور عبد الله عبد الدائم، والسيد بسيم الحصني ، وقد حصل المركز على المكتبات من أرجاء مختلفة في العالم العربي، وبطرق مختلفة أيضا، ويزيد عددها على أربعين مكتبة، حفظت كل واحدة منها كما هي برونقها تخليدا لاسم صاحبها، وشاهدا على علمه، واعترافا بفضله..
يتابع محمد حسن كلامه قائلا: توجد أيضا في المكتبة مكتبة الوسائط المتعددة وتشمل المواد البصرية والسمعية والاسطوانات المكتنزة والمصغرات الفيلمية والمجسمات وغيرها، كما توجد مكتبة الرسائل الجامعية التي تضم ما يزيد على 19 ألف عنوانا ما بين نسخ ورقية وأخرى مصورة على المايكروفلم والأقراص المكتنزة، ويبلغ عدد الرسائل الجامعية المطبوعة نحو 9 آلاف كتاب.
بالنسب إلى مصادر الكتب فيحددها رئيس قسم المكتبات بالآتي: شراء الكتب من دور النشر، الجرائد والدوريات،المكتبات الخاصة التي تعرض للبيع، إهداءات فردية ومؤسسات، التبادل مع المؤسسات الثقافية والاجتماعية، والرسائل الجامعية.

ماذا عن الكتب الممنوعة من النشر والتوزيع؟ يقول: إن أي كتاب ممنوع من النشر هو موجود لدينا ومتاح ولكن محدود الاطلاع.
وشرح لنا محمد حسن الفرق بين الأرفف المفتوحة  التي تعني " ترتيب موضوعي للكتب" والأرفف المغلقة التي تعني " ترتيب رقمي للكتب ".
وأكد في الأخير أن المكتبة لا تعتمد على القارئ العادي وإنما تصطاد الباحث الجاد من داخل وخارج الإمارات وزبائننا من الخارج أكثر من الداخل.











الاثنين، 24 يناير 2011

الدكتور عبد الواحد لؤلؤة: لا يوجد ناقد عربي يستحق الاسم منذ القرن الرابع للهجري


له أكثر من 48 كتابا في النقد والأدب والترجمة


·   عاصرت وجالست وعايشت الكثير من شعراء الحداثة في العراق، أخص منهم: نازك الملائكة، بدر شاكر السياب، عبد الوهاب البياتي، بلند الحيدري، ويوسف الصايغ.
·       الرواية تعيش اليوم مجدا غير مسبوق، ولكن ليس على حساب الشعر.
·       أدونيس..شاعر ومفكر ومبدع وكاتب نقدي كبير لا يدعي بأنه لديه نظريات نقدية.
·   هناك  عدد من أصحاب المواهب المحدودة يدعى بكتابة الشعر غير الموزون وغير المقفى ويقول عنه "شعر حر"، وهو عبارة عن صفصفة كلمات من دون معنى، وهلوسات لا تطاق.

حوار/ محمد غبريس
لم أعرف من أين أبدأ حواري مع الدكتور عبد الواحد لؤلؤة المستشار الثقافي في المكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي؟ فكلّ الأسئلة التي حملتها معي أو تلك التي خطرت في بالي أثناء المقابلة لم تشبع فضولي الكبير بالغوص في عمق القضايا والإشكاليات التي يطرحها المشهد الثقافي الراهن، ولم تخمد نار رغبتي بإجراء مقابلة ثانية وربما ثالثة للإحاطة أكثر بتجربة د. لؤلؤة من مختلف الجوانب، وعلى رأسها الجانبان التاريخي والثقافي.  
من منّا لا يعرف د. عبد الواحد لؤلؤة؟! وهو الذي أطل ّ مع رواد الإبداع العراقي الأوائل وعايش نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وبلند الحيدري وجبرا ابراهيم جبرا وغيرهم ممن جمعته بهم الكثير من الذكريات واللقاءات والعلاقات الثقافية والاجتماعية في مراحل مختلفة شهدت تطورات وتغيرات على أكثر من صعيد، إنّه البروفيسور والكاتب والمترجم والباحث الذي يحمل إرثا أكاديميا وثقافيا غنيا يمتد على اتساع مساحة الوطن العربي، إذ تنقل بين العواصم والمدن العالمية، واطلع على العديد من الثقافات والحضارات الإنسانية،  وهو يجيد اللغات الانكليزية والفرنسية والاسبانية والألمانية، له أكثر من 48  كتابا وكلها في النقد والأدب والترجمة منها: "البحث عن معنى" ، "النفخ في الرماد"، "مدائن الوهم"، "أوراق الخريق". أما كتبه المترجمة من الانجليزية إلى العربية فكثيرة أهمها: "موسوعة المصطلح النقدي" وتقع في 44 جزءا ومن المسرحيات التي ترجمها، مسرحية تيمون آردن، وترجم من العربية إلى الانكليزية أربعة كتب من الأدب العراقي المعاصر .

قدّم د. لؤلؤة في بداية حواري معه قراءة في تجربته الطويلة التي تمتد أكثر من نصف قرن مشيرا إلى أنّه عاصر وجالس وعايش الكثير من شعراء الحداثة في العراق، منهم: نازك الملائكة، بدر شاكر السياب، عبد الوهاب البياتي، بلند الحيدري، ويوسف الصايغ، قائلا:كانت تجمعني بهم علاقات طيبة، وكنت أتواصل معهم باستمرار، وقد كتبت ونشرت العديد من الدراسات والمقالات أتناول فيها تجاربهم المتنوعة، فمثلا الشاعر عبد الوهاب البياتي وعلى الرغم من اختلاف الشعراء والنقاد حول أعماله وأسلوبه ومداراته الفنية فهو شاعر من الطراز النادر، أما التزامه السياسي فقد آذاه  آذى كثيرا، وهذا الالتزام آذى  كذلك الكثير من المبدعين العراقيين، إذ من الملاحظ في العراق أنه في أوائل الخمسينات صار لدى كل المثقفين بمن فيهم الشعراء والأدباء، انتماء سياسي بشكل أو بآخر، وكل شخص كان ضد نظام الحكم العراقي الملتزم ببريطانيا آنذاك، يعتبر شيوعيا، وهم أغلبهم ليسوا شيوعيين، منهم يساريون ومنهم الآخر اشتراكيون ضد الاستعمار، بسبب هذه المواقف طُرِد من العراق عدد كبير من الشعراء منهم بدر السياب وعبد الوهاب البياتي بعد التوقيع على حلف بغداد 1955.
من هنا تطرق د. لؤلؤة إلى الشعراء العراقيين في الشتات مؤكدا أنه بصدد كتابة دراسة عن الشعر في الشتات باللغة الانجليزية بتكليف من جامعة ماربورغ الألمانية وهي من أعرق الجامعات في ألمانيا، ومن خلال سيدة ألمانية أميركية مهتمة كثيرا بالأدب العربي، مضيفا: لقد كلفتني هذه السيدة رسميا بكتابة موضوع أدبي يكون من اختياري، وارتأيت أن أكتب عن الشعر العراقي في الشتات وعن الشعراء الشتات والاغتراب الذين دفعوا أثمانا باهظة نتيجة مواقفهم وتوجهاتهم، ومن أهم شعرائه الذين مازالوا أحياء إلى اليوم هما اثنان: عبد الرزاق عبد الواحد ومظفر النواب..وأنا أعرفهما شخصيا والتقيهما دائما في المؤتمرات والمناسبات التي تقام هناك وهناك، وقد التقيت منذ سنوات قليلة مظفر النواب في أحد المؤتمرات بدمشق وكتبت مقالة طويلة عن قصيدة "الريل وحمد" وأرسلت إليه نسخة منها، وقال فيها: لم ينصفني أحد مثل عبد الواحد لؤلؤة، لكن مشكلة مظفر أنه مريض جدا، لكن روحه روح شباب، ومازال شعره مليئا بالتفجر والحماسة، وقد كتبت مرة مقالة أدافع فيها عن الكلام البذيء الذي يستخدمه مظفر في قصائده، وهو ليس قلة أدب كما يقال وإنما هو نابع من طبيعة بعض الأماكن في العراق وخاصة الجنوب، والذي يدخل في صلب الحياة الاجتماعية وهو يحمل الوجهين الايجابي والسلبي.
ثم يتحدث د. عبد الواحد لؤلؤة عن أهم الكتب التي صدرت له، منها كتاب "مدائن الوهم" الذي صدر عن رياض الريس للكتب والنشر ببيروت عام 2002، وهو عبارة عن دراسة نقدية في الشعر العربي المعاصر، لافتا إلى أنّ العنوان مأخوذ من قصيدة "الأرض اليباب" للشاعر تي إس إليوت، والتي ترجمتها إلى اللغة العربية، ولايزال النقاد المصرييون يصرّون على تسميتها الأرض الخراب، وهذا خطأ كبير وقد شرحتها مرارا، فالقاموس العربي يقول: دارهم يباب وأرضهم خراب..فاليباب هي الأرض التي انحبس عنها المطر فلا تنبت، والخراب يعني انتهت، وهذه هي خلاصة " The Waste Land" يقول تي إس في القصيدة: إنّ الحياة أصبحت أرض يباب بعد الحرب العالمية الثانية،ويقصد شرق أوروبا، لأننا نسينا وتخلينا عن التراث والإيمان، وإذا عدنا إليهما سيتساقط المطر وتعود الحياة من جديد.
يضيف:من هنا أقول إن الكتابين الأخيرين الذين صدرا لي هما ترجمة لكتاب انجليزي مهم جدا عنوانه " النظرية النقدية الحقيقية" يتناول ثمان تظريات حقيقية منها: الشكلانية الروسية، والبنيوية، والواقعية الجديدة، وعلم النفس في النقد، ولنقد النسوي..وقد نقلتها على مرحلتين، المرحلة الأول جاءت في النصف الثاني من كتاب "أوراق الخريف" والمرحلة الثانية جاءت في كتاب "ألوان المغيب" وهو يتضمن هذه النظريات.. والسبب في ترجمتي لهذا الكتاب هو أنه في الخمسينات والستينات من القرن المنصرم، قام عدد من كتاب الأدب العربي أغلبهم لا يعرفون أي لغة أجنبية، وهم يطلعون فقط على الترجمات، ويفهمونها على قدر فهم المترجم وغالبا ما يكون مشوشا، ثم يحاولون تطبيقه ما فهموه على الأدب العربي، مثلا أتذكر في أواخر السبعينات أحد أدعياء النقد الذين درسوا في الخارج، عندما ظهرت فكرة البنيوية، صار يحكي عن البنيوية في ذلك الوقت ولا أحد يفهم عليه، وأتى بقصيدة لعبد الوهاب البياتي اسمها "لارا" وكتب عنها دراسة نقدية، فاتصل بي جبرا ابراهيم جبرا وطلب مني أن أقرأ هذه الدراسة المنشورة في إحدى الدوريات العراقية المتخصصة، وعندما أجابته بأنني قد قرأتها، ضحك جبرا وقال وهل فهمت شيئاً؟! قالت لا، وهل فهمت أنت شيئاً، قال لا!! إذا كنا نحن المختصون في هذا المجال ولم نفها شيئا، فما هو حال القارئ المسكين الذي عليه أن يفهم هذه الطلاسم؟
هذا الذي دفع الدكتور عبد الواحد لؤلؤة إلى أن يترجم ما كتبه أساتذة متخصصون انجليز  في الجامعات البريطانية عن هذه المذاهب النقدية متضمنة المراجع، داعيا الناقد العربي إلى أنّ يطلع على هذه النظريات لكي يعرف كيفية التعامل معها، مؤكداّ أن أغلب المذاهب النقدية الفرنسية قد ترجمها المغاربة، وهي ترجمة جميلة ولكنها ليست سهلة وغير واضحة بالنسبة إلينا.
وردا على سؤال حول صحة غياب النقد عن الساحة الشعرية والأدبية العربية عموما، يؤكد د. عبد الواد لؤلؤة أنّ النقد  ليس غائبا بل في غيبوبة لسببين: أولا لا أعتقد بوجود ناقد عربي يستحق الاسم منذ القرن الرابع للهجري، قبل ذلك كان هناك نقاد لأن لديهم نظريات نقدية فالناقد هو الشخص الذي يملك نظرية نقدية تخصه ولا تخص غيره، أما أن يأتي فلان فيكتب نقدا ويستشهد بنظريات هذا وذلك وينقل عنهم، فهو ليس ناقدا إنما هو متناقد.
يضيف: كثيرا  ما تعرّف بي الصحافة في المقابلات بأنني ناقد كبير، وأنا لست ناقدا  لأنني لا أملك نظريات نقدية، وإنما أقرأ وأفهم النظريات بعمق..لا يوجد ناقد عربي إلى الآن، حتى طه حسين ليس ناقدا وإنما هو أديب كبير، لكن عندما أصدر كتابا عن الشعر الجاهلي وقامت الدنيا ولم تقعد آنذاك واتهم بالكفر، فهو طبق نظرية ديكارت في الشك، وطه حسين هو نفسه قال أنا لست ناقدا..
وعن آخر مشاريعه الترجمية التي  يقوم بها يقول د. لؤلؤة: أنا حاليا أعمل  على كتاب مهم جدا وقد أضناني كثيرا، وهو يتناول دور العرب في تطور الشعر الأوروبي من خلال الأندلس، وتعبت بإعداده لأنني قرأت نحو 400 كتابا بخمس لغات الانجليزية والفرنسية والأسبانية والإيطالية إضافة إلى العربية، وهالني ما وجدت من دراسات عن دور الأندلس في تطور الشعر الجديد.
فهذه الكتابات التي رصدت دور شعر الأندلس، خصوصا الموشح والزجل، أثارت زوبعات عديدة، والجميل أن من يدعم ما يسمى النظرية العربية هم الباحثون الأسبان وأغلبهم رهبان أو رجال كنيسة كاثوليك. إذ يتحدثون عن العرب أفضل ممن نتحدث نحن..
وردا على سؤال عما إذا كان لدينا اليوم شعراء كبار، يؤكد الدكتور لؤلؤة أنّ ممن تبقى من الشعراء الكبار هو  الشاعر الكبير سليمان العيسى، وهنا سألته: ماذا عن سعيد عقل وأدونيس؟ فقال: سعيد عقل شاعر كبير وعملاق، لكنه لبناني حتى العظم أكثر من اللازم، أما أدونيس فهو شاعر ومفكر ومبدع وكاتب نقدي كبير ولا يدعي أنه لديه نظريات نقدية، وكتابه الشهير "الثابت والمتحول" مهم جدا، وقد أثرى به المكتبة العربية.

وعن رأيه بالمقولة التي أطلقها الدكتور جابر عصفور " نحن نعيش زمن الرواية" يرى د. عبد الواحد أنه صحيح أن الرواية تعيش اليوم مجدا غير مسبوق ، ولكن ليس على حساب الشعر، والسبب في ذلك هو عدم وجود شعراء كبار، منذ نهاية القرن الماضي، لقد توفى الجواهري والبياتي وبلند الحيدري ونزار قباني ..نحن لسنا في زمن الرواية وقد تنطفئ بعد سنة أو سنتين، ونحن أيضا لسنا في زمن الشعر، وإنما نعيش في موجة من الرواية..

بالنسبة إلى موقفه من الشعر الحر وقصيدة النثر، يقول د. لؤلؤة: الشعر الحر والخطأ المستمر، الخطأ في التسمية، ذلك أن نازك الملائكة التي حررت القصيدة  من عدد التفعيلات وحرصت على الوزن والقافية، أطلقت على هذا النوع من الشعر "شعر حر"،  من هنا وقع الخطأ في التسمية، وهو ليس شعرا حرا، هو شعر التفعيلة..فالشعر الحر تسمية أطلقها الشاعر الأمريكي "والت وتمن" عام 1855 في مقدمة مجموعته "أوراق العشب" وهي "" Free verse لكن الترجمة العربية للمصطلح غير دقيقة إذ إنّ المشكلة أن كلمة Verse تعني "بيتا  من الشعر المنظوم"، فكان يجب أن يترجم إلى "النظم الحر"، أما الترجمة الفرنسية للمصطلح هي Vers Libre"" ففي الفرنسية, كما في الإنجليزية شعر موزون مقفى بعدد محدد من التفعيلات، وفي العربية, فشعر التفعيلة يلتزم الوزن والقافية, لكنه يتحرر من عدد التفعيلات الخليلية ومن حرف الروي  الواحد.
يضيف: بالنسبة إلى "قصيدة النثر" فإن أول من بدأ بها هو "بودلير"الذي سماها poeme en" prose  " أي "قصيدة النثر". وهي  قصيدة ذات الشحنة الشعرية, لا وزن فيها ولا قافية.من هنا أقول إنّ الشاعر المبدع هو أكبر من الوزن والقافية، إذ يستطيع أن يكتب شعر  التفعيلة والحر وحتى المعلقات..وهناك  عدد من أصحاب المواهب المحدودة يدعى بكتابة الشعر غير الموزون وغير المقفى ويقول عنه "شعر حر"، وهو عبارة عن صفصفة كلمات من دون معنى، وهلوسات لا تطاق..إنّ أفضل من كتب قصيدة النثر هم المغاربة وعلى رأسهم الشاعر محمد بنيس الذي كتب أيضا قصيدة التفعيلة وهو شاعر متميز، فقصيدة النثر تعتمد على النص، فإذا كان النص يحمل شحنة شعرية فهي قصيدة.
يقول تي إس اليوت: الشعر الحر أصعب من شعر الموزون والمقفى، ولا يستطيع إنسان أن يكتب شعرا حرا جيدا إذا لم يكن ناجحا بكتابة شعر الموزون والمقفى.

وعن نظرته للمشهد الثقافي الذي كان سائداً منذ عقود خلت، يختصرها د. لؤلؤة في هذه القصة، قائلا: كنت على علاقة طيبة مع الأديبين الراحلين عبد الرحمن منيف وجبرا إبراهيم جبرا الذي كان أستاذي في قسم اللغة الإنجليزية بدار المعلمين العالية، وقد عشت ولادة رواية "عالم بلا خرائط" وهي مشتركة بين منيف وجبرا، حيث كان بيتي في حي الجامعة ببغداد في الوسط بين بيتي منيف وجبرا، فقال لي جبرا آنذاك متسائلا: أتتذكر أيا من الروائيين الغربيين قد اشترك مع روائي آخر بكتابة رواية؟ قلت بتعجب: لا أتذكر ولكن أعرف في الشعر، مثلا شكسبير يقال أنه اشترك مع غيره من الشعراء بكتابة عدد من القصائد! ثم قال لي: اقترحت على عبد الرحمن منيف أن نكتب رواية مشتركة تحت عنوان "عالم بلا خرائط"، قلت له كيف: قال: أنا أكتب فصلا وأعطيك إياه لتقرأه وكذلك منيف يكتب فصلا.. وبالفعل شهدت ولادة هذه الرواية العظيمة، ومن الصعب جدا أن تعرف من كاتب هذا الفصل أو ذاك..هذا مثال على ما كان عليه الوضع الأدبي في تلك الأيام.
في ختام الحوار يشير المستشار الثقافي في المكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى أنه يوجد اليوم الكثير من أدعياء الترجمة كما يوجد عدد كبير من المترجمين المبدعين، مقدما بعض النصائح لكي يكون المترجم مبدعا، أهمها أنّ يكون واسع الإطلاع والمعرفة بلغته أولا وباللغة التي ينقل عنها، ولا يكفي في ذلك استخدام القاموس، مؤكدا أنه ليس من السهل ترجمة الشعر، لأنّ ذلك يتطلب حسا مرهفا وذوقا فنيا في التعامل مع القصيدة ونقل مناخها.

سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي: المرأة الإماراتية حققت مكانة نموذجية في منطقة الخليج


              


·       أصبحت دولة الإمارات ملاذاً لأرباب الفكر والثقافة، وامتداداً أصيلا للجذور الحياة للثقافة العربية والإسلامية.
·       أظهرت المرأة الإماراتية مقدرتها على البذل والعطاء للموقع الذي تتبوأه على المستويات كافة.
·       أصدرت دار "كلمات" للنشر منذ انطلاقها أكثر من  40 كتابا مخصصاً للأطفال، وتضمنت موضوعاتها الحكايات العربية القديمة، والتحديات التي يواجهها الأطفال العرب في الوقت الحالي.
·       نسعى بجد لإيصال الإنتاج الفكري والمعرفي الخاص بالمثقف الإماراتي ونقله إلى الساحة الثقافية الدولية
·       "هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير"..تسعى إلى تحقيق تنمية ذات منافع اجتماعية وثقافية وبيئية اقتصادية تنطلق من هوية الشارقة المتميزة.

حوار/محمد غبريس
من يتأمّل في المناصب العليا التي تشغلها سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي كرئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"، ورئيسة مكتب تطوير القصباء، ونائبة رئيسة نادي سيدات الشارقة، ورئيسة مجلس إدارة جمعية الناشرين الإماراتيين، ورئيسة اللجنة المنظمة لحملة "ثقافة بلا حدود"، ورئيسة الفرع الإماراتي للمجلس الدولي لكتب اليافعين، ومؤسسة ورئيسة دار "كلمات" للنشر، ومستشارة الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال، من يتأمل في هذا المناصب يشعر بثقل المهمات والمسؤوليات المترتبة عليها، ويعرف مدى قدراتها وإمكانياتها المميزة في الابتكار والإنجاز وإطلاق المشاريع في أكثر من مجال وميدان، وما نجاحها في تحقيق الطموحات وترجمة الأهداف إلى واقع، إلا ترجمة لرؤية ورسالة وإستراتيجية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في تنمية وتطوير كافة القطاعات بإمارة الشارقة وعلى رأسها التعليم والثقافة والاقتصاد.
"دبي الثقافية" حملت أسئلتها، وتوجهت بها إلى سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مستطلعة آراءها في موضوعات وقضايا عديدة، فكان هذا الحوار هنا نصه:

·       دعينا أولا ننطلق من الحديث عن رؤيتك لتطورات المشهد الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة وعما إذا كانت لديك أية تصورات في المراحل المقبلة؟
بداية أشكركم على هذه الاستضافة، وأثمن حرصكم على تدوين مسيرة الثقافة الإماراتية وهي تخطو خطوات متسارعة تناسب مكانة الدولة التي تبوّأتها على الصعيد العالمي بما تحمله من عطاء إنساني ثر، وفكر نيِّر، وامتداد تاريخي وحضاري مشرق، وتناسب كذلك حجم الدعم اللامحدود من قبل قادتها للارتقاء بتطور واقع الحركة الثقافية، وهو ما أفرز أجيال عدة من المبدعين والمثقفين وحملة الأقلام المسؤولة، إضافة إلى تدعيم أسس وركائز الرأي العام الناضج الذي ينطلق من الإحساس والشعور العالي بالمسؤولية تجاه مصلحة الوطن، وخدمة قضاياه.
ويحفل المشهد الثقافي الحالي للدولة بالعديد من الفعاليات المهمة التي تعكس مرونته وقابليته على الإنتاج المتواصل، والقدرة على المنافسة والإبداع، وبما أن مصطلح الثقافة مصطلح مرن وشفاف، وتدخل تحت تعريفاته العديد من الأنشطة والفعاليات الفنية والفكرية والإعلامية المختلفة، فسأحاول أن اقتصر على الإنتاج الفكري المتعلق بالتأليف والنشر وملحقاته من المطبوعات المتداولة، والمهرجانات المختلفة، حيث تتوزع هذه الفعاليات بشكل متفاوت بين إمارات الدولة، وهي بمجموعها تشكل منارة شامخة تشهد على دور البلاد في مسيرة الثقافة.
فعلى سبيل المثال في المشهد الثقافي الحالي - ولا أقول الحصر- هناك العديد من النشاطات الثقافية المختلفة، بينها: الجوائز الحكومية المخصصة للمبدعين مثل جائزة صاحب السمو المغفور له الشيخ زايد للكتاب التي فاز بها مؤخرا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، والمشاريع الكبرى مثل مشروع "كلمة" للترجمة، ومشروع مؤسسة محمد بن راشد المعرفية، وجائزة "اتصالات" السنوية المتميزة التي تبلغ قيمتها مليون درهم إماراتي لأفضل كتاب طفل، وأنشطة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين الذي يهتم بواقع كتب الأطفال ويتعاون من أجل إنجاحه مع جميع المؤسسات في أنحاء العالم لتنمية وتشجيع وتطوير الأعمال الأدبية والفنية الخاصة بالأطفال والوصول بها إلى مستويات المنافسة.
وهناك معارض الكتاب التي تقام في معظم إمارات الدولة بشكل سنوي كان آخرها الدورة الأولى له في عجمان، ثم معرض رأس الخيمة، وانتشار الكثير من مؤسسات التأليف والنشر والترجمة، وما تقوم به كثير من المؤسسات الفكرية العامة والخاصة من أداور مختلفة تسير في هذا الاتجاه، أضف إلى ذلك ما يوجد ويُنَظَّم من الملتقيات في البيوتات الثقافية العريقة والمكتبات العامة والخاصة والجمعيات ونحوهن من مجالس ثقافية دورية تسلط الضوء على مختلف مجالات الثقافة، مع الأخذ بنظر الاعتبار حجم الكم الهائل من المطبوعات المختلفة التي توجد على الساحة الثقافية المحلية في الدولة، والتي يزيد عددها على أكثر من 350 مطبوعاً.
ومع أننا أغفلنا كثيرا من الأنشطة الثقافية والمؤسسات ذات الاختصاص المشار إليه، إلا إننا نؤكد أن دولة الإمارات تستمر بالجديد في هذا المجال سنوياً، ولديها خطط شاملة متجددة ترصد الواقع الثقافي، وتحتفي به محلياُ وعربياً، ولا استبعد أن تظهر مبادرات ثقافية كبرى جديدة ومتنوعة كون الاهتمام بالثقافة يقع في صميم استراتيجيات الدولة، خاصة وأنها أصبحت ومنذ فترة ليست بالقليلة ملاذاً لأرباب الفكر والثقافة، وامتداداً أصيلا للجذور الحياة للثقافة العربية والإسلامية.

·       كيف تنظرين إلى جمعية الناشرين الإماراتيين؟ وما الأهداف التي تسعى الجمعية إلى تحقيقها؟
جمعية الناشرين الإماراتيين هي أحد عوامل خدمة المثقف والناشر الإماراتي، والأداة التي تسهم في تعزيز مسيرة البناء الثقافي لدولة الإمارات، وهي تسعى إلى تسخير الإمكانات المتاحة لها من اجل تحقيق هذا الغرض، والارتقاء به نحو بناء التكامل الثقافي المنسجم مع الإستراتيجيات الحكومية، وصياغته في ضوء التعاون والتنسيق التام مع جميع الأطراف ذات العلاقة في جميع المجالات على الوجه الذي يخدم أهداف وتطلعات المثقفين والناشرين.
أما الأهداف التي تسعى إلى تطبيقها، فقد أعلنت عنها منذ تأسيسها في العام الماضي، وتمثلت في الارتقاء بمهنة الناشرين في الدولة، وتأهيل وتدريب وتنشيط الناشر الإماراتي، ورعاية العاملين في مجال النشر، والعمل على تحسين شروط المهنة والقوانين الخاصة بها، ودعم حركة النشر المحلية بشتى السبل، والتعاون مع المؤسسات المحلية المعنية بالنشر والطباعة والتوزيع، الاهتمام بنشر الإنتاج الفكري المحلي على المستوى العربي والدولي، والتعاون مع المجلس الوطني للإعلام ووزارة الشؤون الاجتماعية والجهات المعنية بالنشر في الدولة، بالإضافة إلى التعاون مع الجهات المماثلة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والوطن العربي والعالم، والمشاركة في التظاهرات والمعارض والملتقيات المعنية بالنشر في الدولة وفي الخارج، والاهتمام بالترجمة من و إلى اللغة العربية مع الجهات المعنية، وحماية حقوق الملكية الفكرية والحقوق ذات الصلة، وتمثل الجمعية الناشرين الإماراتيين في المعارض الدولية والعالمية.

·       ماذا تشكل قناة القصباء بالشارقة اليوم بعد تحويلها من مقر تجمع تقليدي لجمعيات النفع العام إلى رافد جديد من روافد الشارقة الثقافية والاجتماعية؟ وهل هناك خطوات إضافية تعتزم إدارتها القيام بها؟
تعد قناة القصباء رافدا ثقافيا مهما من روافد الشارقة كما أشرتم في السؤال، وتجري بين ضفافها العديد من التظاهرات الثقافية المختلفة، مثل معارض الفنون الجميلة من رسم وخط وزخرفة وتشكيل، واحتفاليات شعرية مثل فعالية منشد الشارقة، والكثير من الأمسيات الثقافية، كما تعتبر الموقع الأجمل لإقامة أعياد الدولة المختلفة كالأعياد الإسلامية وأعياد الإتحاد، ونحو ذلك.
كذلك هي  أحد أهم المعالم الثقافية التي تضم العديد من المؤسسات مثل "هيئة الشارقة للإستثمار والتطوير /شروق"، و"مشروع ثقافة بلا حدود"، و"جمعية الناشرين الإماراتيين"، و"المجلس الإماراتي لكتب اليافعين" و"جمعية حماية اللغة العربية"، والكثير من المؤسسات ذات الاختصاص الفكري والثقافي والإعلامي والاجتماعي والمهني، ناهيك عن كونها إحدى أهم المعالم السياحية والحضارية في الإمارة التي تضم مرافق ترفيهية ذات علامات عالمية معروفة، وهناك مباحثات تقوم بها جهات أخرى ترغب في أن تستقر في القصباء لما لها من مكانة متميزة، ونحن بصدد دراستها، والموافقة على ما يمكن منها حسب الشروط المتعلقة بهذا المرفق المهم، ومعلوم أن القصباء تربط بين بحيرة خالد وبحيرة الخان بطول كيلو متر واحد، وقد حظيت باهتمام متصاعد من قبل العائلات، وأصبحت إحدى أهم مناطق الترفيه المفضلة لديها بعد أن مضى من عمرها قرابة 10 أعوام منذ أن افتتحها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في التاسع من نوفمبر عام 2000.
وتقع مهمات إدارة القصباء ضمن مسؤوليات هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير/شروق، حيث تسعى "شروق" إلى تحقيق تنمية ذات منافع اجتماعية وثقافية وبيئية واقتصادية تنطلق من هوية الشارقة المتميزة ذات القيم العربية والإسلامية الأصيلة، وتعمل على تشجيع الاستثمار بإتباع أفضل المعايير الخدمية الجاذبة للمستثمرين، وتختص بجملة مهمات لتحقيق أهدافها تتلخص بتقويم مشاريع البنية الأساسية للمناطق الاستثمارية والسياحية والتراثية المختلفة، ووضع البرامج اللازمة لاستكمالها، والعمل على تذليل المعوقات والعراقيل التي يتعرض لها النشاط الاستثماري، وتقديم ما يمكن من التسهيلات والحوافز للمستثمرين، وسوف تعلن عن حزمة مشاريعها المرتقبة قريبا بعد الانتهاء من رسم ملامحها وخطوطها العريضة، واستحصال الموافقات اللازمة، ومن بينها بعض المشاريع التطويرية المتعلقة بالقصباء.

لقد حظيت المرأة الإماراتية بكل الدعم والاهتمام والتشجيع والتأييد من قبل صاحب السمو رئيس الدولة، وإخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، كيف تنظرين إلى واقعها اليوم؟ وما الإنجازات التي استطاعت أن تحققها في ظل القيادة الحكيمة؟
يحتل تشجيع دور المرأة الإماراتية والسعي إلى إبراز مكانتها واكتشافها وتطويرها وتنميتها أولى أولويات مهمات قادة البلاد، وقد أكدوا جميعهم ذلك في أكثر من مناسبة، ودأبت الحكومة على تشجيع المرأة الإماراتية في أن تكون بمستوى الحدث، وتتعامل مع القضايا المختلفة، وزتجها في الأعمال القيادية، ومكنتها من اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، حتى أظهرت مقدرتها على البذل والعطاء للموقع الذي تتبوأه على المستويات كافة.
وقد حول قادة البلاد الأقوال إلى أفعال فيما يتعلق بدعم المرأة، ولدينا اليوم 4 وزيرات في التشكيلة الوزارية الحالية، هن معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التجارة الخارجية، ومعالي مريم محمد خلفان الرومي وزيرة الشؤون الاجتماعية، ومعالي الدكتورة ميثاء سالم الشامسي وزيرة الدولة، ومعالي ريم إبراهيم الهاشمي وزيرة الدولة أيضا، كما أن للمرأة حضورا متميزا آخرا بنحو 9 عضوات في المجلس الوطني الاتحادي، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، فقد أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بصفته حاكما لإمارة أبوظبي مرسوما أميريا بتعيين خلود أحمد جوعان الظاهري في وظيفة قاض ابتدائي على الفئة الثالثة بدائرة القضاء في أبوظبي لتأخذ المرأة في عهد سموه أوسع مستويات المشاركة منذ قيام الإتحاد حتى يومنا هذا.
وقد كانت المرأة الإماراتية عند حسن الظن، وقد تمكنت من أداء دورها على أحسن الوجوه جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل، ولا تزال تواصل عطاءها الثر في خدمة المجالات التي ترتقي برفع اسم الدولة عالياً في المحافل العالمية المختلفة، وهي دائمة العطاء المتواصل لبيان قدراتها، وتميزها في مهماتها ومسؤولياتها ضمن مسارها المهني، والتعامل معها بتفرد للوصول بالنموذج الإماراتي إلى المستوى الذي يستحقه ليس في دول الجوار وحسب، بل وفي أنحاء العالم كافة.

·       ماذا عن دار "كلمات" التي تعد الأولى في المنطقة وتختص بنشر كتب الأطفال؟ بما تتميز هذه الدار عن غيرها؟ وما الإنجازات التي حققتها منذ انطلاقتها إلى اليوم؟ وما رهان المستقبل؟
دار"كلمات" للنشر هي مؤسسة تعنى بنشر ثقافة الطفل، انطلقت عام2007، وتوجهت لتطبيق جملة استراتيجياتها الموضوعة لخدمة الطفولة في البلاد والخليج العربي وسائر أنحاء وطننا العربي الكبير، وهي تبحث مع نظرائها الآخرين مجالات الرقي بالواقع الثقافي للطفولة، وسبل تنميته من خلال تطوير كتاب الطفل، وواقع صناعته في العالم العربي، وتفعيل ادوار المؤسسات الحكومية والأهلية لدعمه، والاستفادة من الخبرات الدولية في مجال أدب الطفولة، وصياغة أسس صحيحة في التعامل مع مستقبل كتاب الطفل في ظلّ التحدّيات الثقافية الراهنة كالعولمة، ومشكلات حقوق الملكية الفكرية، ونحو ذلك.
وقد أصدرت دار "كلمات" للنشر منذ انطلاقها أكثر من  40 كتابا مخصصاً للأطفال منذ السنوات الأولى لغاية 16 سنة، وتضمنت موضوعاتها الحكايات العربية القديمة، والتحديات التي يواجهها الأطفال العرب في الوقت الحالي، ويقوم على التأليف وتصميم الرسوم نخبة من المؤلفين والرسامين العرب الحائزين على جوائز عديدة، وسوف تستمر "كلمات" على نهجها هذا، وهي بصدد التعاون مع الجهات ذات العلاقة داخل وخارج البلاد للوصول بأدب الطفولة إلى مستويات منافسة على الساحة الدولية، ونحن واثقون من تحقيق هذا الطموح بعد النجاحات الملموسة التي حققتها "كلمات" خلال الفترة الماضية.

·       كيف تنظرين إلى الدور الذي يلعبه نادي الشارقة للسيدات في عملية تفعيل دور المرأة في مختلف ميادين الحياة؟ ماذا حقق النادي للمرأة؟ وما الخطط المستقبلية التي ينوي تنفيذها؟
نادي سيدات الشارقة أحد أقدم الأندية المهمة في دولة الإمارات  له من العمر اليوم 82 سنة كونه تأسس سنة 1982، كما أن لديه 10 فروع تقدم خدماتها في مناطق متفرقة من الإمارة، ويضطلع النادي بدور بارز في رعاية الفتيات والسيدات في مجتمع إمارة الشارقة، وقد حقق مراتب متقدمة في أهدافه التي تقضي لأن يكون للمرأة الإماراتية مكانة نموذجية في المجتمع، ويرتقي بها لتحقيق ذاتها وشخصيتها وطموحاتها في نفسها وضمن أسرتها من خلال إتاحة تقديم أفضل الخدمات وفقاً لتوجيهات الحكومة المستوحاة من القيم الإسلامية، وباستخدام كافة الوسائل والمعايير لتطوير إمكانياتهن في التعامل مع المتغيرات المجتمعية، وتتلخص استراتيجياته المستقبلية على العمل لإعداد الخطط الشاملة التي تسهم في تطور البنية التحتية، واستثمار الموارد البشرية، وتحقيق أهدافه ليكون أحد أهم الأندية في الدولة ضمن طراز معماري حديث يلبي كافة تطورات العصر، وبشكل يتناسب مع مكانة المرأة الإماراتية.

·       كيف تنظرين إلى مستقبل الثقافة في الإمارات خصوصا أن هناك حراكا ثقافيا نشيطا يتمثل بالكثير من الأنشطة والفعاليات والمهرجانات طيلة أيام السنة؟ وما تقييمك لأداء المثقف الإماراتي في هذه المرحلة التي تشهد تطورا كبيرا في مختلف المجالات؟
حسبما أرى في تصوراتي حول المراحل المستقبلية لمسيرة الثقافة الإماراتية، وانطلاقاً من موقعي "مسؤولة وقارئة ومثقفة" فإن التفكير بإيصال الإنتاج الفكري والمعرفي الخاص بالمثقف الإماراتي ونقله إلى الساحة الثقافية الدولية هو أحد ابرز الطموحات التي نسعى بجد لتحقيقها، لاسيما بعد أن تضافرت جهود عدة ليكون هذا الإنتاج بمستوى الطموح والتحديات، وهذا الهدف ليس مجرد طموح أو أمنية، وإنما تقف وراء ذلك العديد من الإستراتيجيات، والمباحثات المختلفة، وقنوات الاتصال المفتوحة مع الجهات العالمية "فردية أو جماعية" لتأسيس مراكز وفروع لها في الإمارات، والمشاركات في المعارض الخليجية والعربية والعالمية، واستقطاب أعمدة الثقافة المحلية والخليجية والعربية والعالمية للمساهمة في تسريع تحقيق هذا الطموح، والعمل على تذليل السبل والمعوقات التي تحول من دون ذلك، وارى أن تحقيق هذا الهدف بات قريباً جدا مع ما تملكه الدولة من مقومات شاملة في القطاع الثقافي أصبحت مثار إعجاب كبير لشخصيات لها وزنها وثقلها في سماء الفكر والثقافة الدولي.

المثقفون العرب والمونديال لحظات من الفرح والمتعة في جنوب افريقيا




·   د.جابر عصفور:لا أزال أحلم بأن يأتي يوم يفعلها فريق عربي، ويصل للدور النهائي، ويحصل على كأس العالم!
·   المنصف المزغني: "المونديال" فرصة ديمقراطية حقيقية لأنها تُتاح بجدارة لأفراد "المجتمع البدني" دون إقصاء أو إلغاء.
·   د.حاتم الصكر: انعقاد المونديال في جنوب إفريقيا وصيحات الأفارقة وطبولهم ومزاميرهم تذكر بزوال تلك الحقب من الفصل العنصري وبعودة الروح للشعوب المضطهدة.
·   د.عبد السلام المسدي: يحضر تعاطفي في المونديال مع أي فريق عربي ثم مع أي فريق من العالم الصاعد في مواجهة انفراد القوى الكبرى بكل شيء.
·   أحمد عبد المعطي حجازي: أنا لست متعصبا لأي فريق بعينه وإنما للمباريات الجميلة ولأداء اللاعبين المميز.
·   فخري صالح: حبذا لو أن كلّ العالم يتنافس في كرة القدم بدل أن تقوم الحروب ونغرق في ويلاتها.
·   د.محمد صابر العرب: يعدّ كأس العالم تظاهرة عالمية وله جوانب ايجابية منها  العمل على توطيد العلاقات الإنسانية بين الدول.
·   نبيل سليمان: أنا حزين لغياب التمثيل العربي إلا بالجزائر الوحيدة، وفرِحٌ بتنظيم جنوب أفريقيا المميز للبطولة التي فاجأتني بتجاوزها للعنصرية.
·   الياس سحاب: أعتبر كرة القدم الهواية الثانية لي بعد الموسيقي لهذا أحرص على متابعة المونديال منذ سنة 1954م.
·   جمال مطر: أنا مؤمن بأنّ كرة القدم أجمل لعبة أنجبتها البشرية وتحوي الكثير من الأشياء الجملية.


ينتظر جماهير كرة القدم كلّ أربع سنوات مرة قدوم كأس العالم على أحرّ من الجمر، حيث يتنافس 32 فريق لمدة شهر كامل في أرض الدولة المضيفة، وقد أسندت بطولة 2010 لأول مرة إلى قارة إفريقيا وتحديدا جمهورية جنوب إفريقيا، وتعدّ هذه الخطوة علامة فارقة في تاريخ العلاقات الإنسانية، لطالما دفعت جنوب إفريقيا الأثمان الباهظة نتيجة النزاع العرقي والعنصري بين الأقلية البيضاء والأكثرية السوداء، كما تعدّ الاستضافة انتصارا لتاريخ نيلسون مانديلا أحد أبرز المناضلين والمقاومين لسياسة التمييز العنصري وأحد أهم المضحين من أجل نبذ العنف والعيش بكرامة ووئام بين شعوب العالم.
بالفعل إنّ الرياضة تجمع ما تفرقه السياسة بين الدول، باستثناء الوطن العربي فإنّ الرياضة تفرّق ما يجمعه التاريخ واللغة والقوميات، والقائمة تطول في هذا الشأن، إلا أنّ التعاطف الشعبي له نكهته الخاصة، ومنه العربي، الذي يترك كل شيء جانبا وقلبه يخفق لفريقه المفضل، وأمام هذه اللعبة الأكثر تأييدا وشعبية وجماهيرية تطالعنا ثلاثة آراء، الرأي الأول متعصب لكرة القدم إلى حدّ الجنون، وهي شغله الشاغل على مدار الساعة واليوم، أمّا الرأي الثاني فهو لا يعير الكرة أي اهتمام، وينظر إليها كأداة لهو وتضييع للوقت وتحييد البوصلة عن الاتجاه الصحيح فيما الكرة الأرضية تعاني مشكلات عصيبة على رأسها البيئة والاحتباس الحراري، وأزمات خطيرة ليس آخرها الأزمة المالية التي تتسع حفرتها يوما بعد يوم، بالنسبة إلى الرأي الثالث فهو ينسجم مع معظم آراء المثقفين والمبدعين العرب، ووجهات نظرهم التي تنطلق من خلفياتهم الثقافية والمعرفية والإبداعية، فهم لا يقللون من أهمية كرة القدم، لعبة الفقراء التي صنعت الأغنياء، ويؤكدون دورها المهم في توطيد العلاقات الإنسانية، وامتصاص نار العصبيات والاضطرابات السياسية، لكن يبقى للمثقفين عالمهم الخاص بعيدا عن ركل الأرجل وبطاقات الصفراء والحمراء، والأكثر فائدة في تقديم ما هو مفيد للإنسانية والفكر والمعرفة.
"دبي الثقافية" استطلعت آراء كوكبة من المثقفين والأدباء والكتاب العرب حول كأس العالم في كرة القدم، وعادت معهم بالذاكرة إلى مراتع الطفولة والصبا حيث الكرة عشيقة الأطفال بلا منازع، وسألتهم عن الفرق التي يشجعونها، أو يرشحونها للفوز؟!

د. جابر عصفور:
للأسف نشأت في أسرة كانت تنظر إلى الرياضة بوصفها لعبا وتضييع وقت، وكم نلت من تعنيف أمي للعبي الكرة الشراب مع رفاق الطفولة إلى أن كففت، مؤمناً أنّ الرياضة تعوق عن التفوق في العلم، لذلك لم أفارق الكرة الشراب إلا إلى بعض الرياضات المتاحة في المدرسة وعلى رأسها "البنج بونج" وكرة السلة أحيانا، أما كرة القدم فقد كنت أكتفي بالفرجة على زملائي الذين يمارسونها في ملعب المدرسة لكن دون أن أجرؤ على مشاركتهم. فقد كان هزال جسمي في ذلك الوقت، يحول بيني وإتقان الجري والمناورة بالكرة والترقيص وإزاحة الخصوم، أو كعبلتهم، وكلها أساليب خشنة كنت أخشى من مغبتها، خصوصا أن العراك الخشن كان ينهى المباريات بين اللاعبين ببعض الخدوش. وما كنت أجرؤ أن أعود إلى المنزل بمثل هذه الخدوش، فقد كان العقاب في منزلنا صارما، خصوصا من أمي التي لم تكن تتمتع بحنان أبى وتسامحه. وكانت النتيجة أنني انغمست في أوهام التفوق الدراسي التي لم أدرك إلا مؤخرا أنها لا تتعارض مع الرياضة، وأن صحة الأبدان هي الوجه الآخر لصحة العقول.
ولا أزال إلى الآن، للأسف، لا أفهم في كرة القدم، ولا أهتم بها إلا من خلال حماس ابني وزوجته وحفيدتي، خصوصا أنهم يملأون البيت ضجيجا في هذه الأيام ويتولون اقحامى في حماسهم، مع أنى لا أزال كالأطرش في الزفة، غير أنى لحبي لهم أتظاهر بالاهتمام بما يتحمسون له، وأتظاهر بأنني أتعلم منهم الفارق بين فريق المكسيك وأسبانيا وانجلترا (ليفربول) وإيطاليا. وابتسم محرجا عندما يضبطني الفريق الكروي في أسرتي معلقا على ما لا أعرف. ولذلك التزم الصمت معترفا لنفسي أن الوقت تأخر والعمر تقدم لكي أكون كرويا متحمسا، معزيا نفسي بأنني أفرح معهم صادقا لحصول مصر على بطولة إفريقيا لثلاث دورات متعاقبة. ألا يكفى ذلك من مثلى؟ وأرجو بأن لا يطالبني الشباب بما هو أكثر فلهم عالمهم ولى عالمي .
أما عن توقعاتي للمونديال فأعرفها من خلال الصيحات الحماسية لابني وزوجه التي أسمعها عندما نجتمع بعد المباريات. ولا بد أن اعترف بأن العصبية القومية جعلتني أحزن عندما عرفت هزيمة الجزائر من سلوفينيا. صحيح أنني لا أتوقع أن فريقا عربيا سيصل إلى المرحلة النهائية ولكني لا أزال أحلم بأن يأتي يوم يفعلها فريق عربي، ويصل للدور النهائي، ويحصل على كأس العالم ولماذا لا؟ لسنا من طينة غير طينة المكسيك التي تشبهنا، أو أقل قدرة من الأوربيين الذين يستعينون باللاعبين العرب؟. وها أنذا أكتب هذا التعقيب وصيحات أبنى تتعالى من غرفة التلفزيون هو وزوجه، وكم أشعر بالسعادة لأن حفيدتي تصرخ معهما لمجرد تقليد أمها وأبيها، فهي لم تجاوز عامها الخامس. ومن يدرى؟ ربما ترى حفيدتي تحقيق أمنيتي، وتهلل لفريق عربي يحصل على المونديال. وأدعو الله أن أعيش إلى هذا اليوم، وعندئذ، أعدكم أنني أصبح متمسا للمونديال، عارفا بكل أسراره. ادعو معي.

المنصف المزغني:
حين كنت طفلا كانت فسحة البساتين المحيطة تغري بتشكيل فريق كرة قدم، وفي الستينات لم تكن لدينا إمكانات لشراء كرة عادية فكنا نصنع كُرتنا من الخِرق البالية ونُقمّطُها بالحديد. كنّا نلعب بلا أحذية وكانت أظافر أقدامنا عرضة للخطر.
وفي السبعينات دخلت إلى الملعب البلدي بصفاقس لأوّل مرة متحمسا لمناصرة فريق سكك الحديد الصفاقسي "الرالوي ـ فريق البروليتاريا" ولكن حماسي انطفأ حين رأيت شخصا دخل بعينين سليمتين إلى الملعب وخرج أعور.
أرى "المونديال" فرصة ديمقراطية حقيقية وحقيقية لأنها تُتاح بجدارة لأفراد "المجتمع البدني" دون إقصاء أو إلغاء فلم أسمع بلاعب  مقموع أو تجاهلوا موهبته بصرف النظر عن هويته وعن وزن بلده في  لعبة الأمم المتحدة السياسية.
أشاهد بعض المباريات باختياري وقد اضطر لمشاهدة مباريات بشكل اضطراري (من أريد التحدث معهم ينشغلون بالفرجة) وأغبط من يفهم في إستراتيجية اللعبة أحسن مني لأنه يقرأها مثلما أقرأ نصا ويتلذذ برحلة الكرة بين الأقدام كما أتلذذ بتناسق  المعاني وتداخلها في النص الأدبي.
أسعى إلى توفير الوقت للفرجة على المباريات التي يلعبها الفريق الوطني الجزائري الذي أناصره قلبيا في هذا المونديال رغم اعتقادي بأن من سيفوز بكأس العالم هو الأجدر.
بهذا المعنى فالمونديال هو الخلاصة المركّزة لرؤية أجمل لاعبي كرة القدم فوق الكرة الأرضية.

د.حاتم الصكر:
أعتقد أن الإجابة تتطلب تشغيل ذاكرة راكم عليها الزمن  غباره وأشياءه. لكن كما أن  الأدباء كلهم يبدؤون شعراء في فتوتهم، يبدأ الفرد في عالمنا  التعرف على الخارج بدحرجة الكرة ولو من قطع ثياب ملفوفة ممهورة بالفقر أو من مادة كثيفة لا تكاد تجري على الأرض.
السياسة جعلت أبناء جيلي  يتخفون وراء الفرق الرياضية أيضا، وكان فريق الحي واحدا من تلك الواجهات، نعود مساء بعرقنا ولهاثنا وخيبات هزائمنا وشماتة أبناء الأحياء المجاورة ولكن إلى حين، فستأخذنا القراءة والمطالعة من كل ما حولنا. وتختفي الكرات بأنواعها ولا تعود تغرينا أشكالها المستديرة متقنة الصنع!
وتنتهي أحلام أقدامنا المتسارعة و يختفي تراب الملاعب العشوائية أو المدرسية وتغيب سماء الضجيج والفوضى- الكل يهاجمون والكل يدافعون!! وتطوي الذاكرة واحدة من صفحات الهوايات العابرة.
المباريات الدولية كلها تجتذبني . أراها تحقق ذلك التعايش والسلم والتفاهم الذي لا تمنحه الحياة للبشر.في الكرة والرياضة عموما تغتسل النفوس بمياه المنافسة النظيفة والكسب المستحق بالكد والمثابرة.والرياضات كلها تمنح ذلك الشعور بأنك مواطن في عالم واسع ومتحضر.
انعقاد المونديال العَشري في هذه الألفية في جنوب إفريقيا وصيحات الأفارقة وطبولهم ومزاميرهم تذكر بزوال تلك الحقب من الفصل العنصري وبعودة الروح للشعوب المضطهدة ولذا أشعر بالرضى وأنا أرى العالم يوجه أنظاره لهذه البقعة التي عرفت أسوأ أنظمة التمييز والاضطهاد فيعودني الأمل بأن تزول ظلمات الظلم  عن شعوب لا تزال تعاني.
في سن مبكرة كنت أحب لعب أمريكا الجنوبية. ربما لأنهم مدرسة مختلفة عن الأوربيين ولأنهم يقدمون أسلوبا مغايراأنا مشجع للبرازيل-هكذا وجدت نفسي ونشأت تواقا لأرى علم العراق ثانية في سماء المنافسات بعد أن رف ذات مرة.فلعله سيكون فألا طيبا بزوال غمته التي طالت واستطالت .

د.عبد السلام المسدي:
مارست هواية الرياضة كأي طفل، ولعبت كرة القدم المدرسي والجامعي ثم تخصصت في كرة الطائرة في المرحلتين الجامعية والمدنية.ومن وقتها أنا مواظب على المتابعة وأقرأ بعيون ثقافية واجتماعية وسياسية.
يعدّ كأس العالم في كرة القدم من أبرز المظاهر السوسيولوجية التي أخذت بعدا سياسيا منذ بداياتها على مدى عقود بعيدة من الزمن، وكثيرا ما كانت كرة القدم تشكل الخطوة الأولى التي تمهد لإصلاح العلاقات السياسية بين الدول، وتاريخ الكرة حافل بهذه المنعطفات السياسية.
أنا بطبيعتي أعشق الاحتراف الرياضي واتخذ من المباراة لوحة فنية تتحسس المهارة والإتقان، لكن في كل المباريات الدولية يحضر تعاطفي مع أي فريق عربي ثم مع أي فريق من العالم الصاعد في مواجهة انفراد القوى الكبرى بكل شيء، وإن لم يكن هناك دولة مشاركة ممن كان يطلق عليه دول العالم الثالث فأنا أتعاطف مع الفريق الفرنسي على الرغم  من تدني مستواه.

أحمد عبد المعطي حجازي:
أتذكر في طفولتي كان شائعا في القرى والأحياء والمدن المصرية لعبة كرة القدم من خلال الجوارب التي يحشونها بالقطن فتصبح كرة مستديرة صالحة للعب فيركلها الأطفال بصورة يومية، وكنت ألعب كرة القدم وكان هناك فريق في الجانب الذي أسكنه من القرية اسمه فريق "الأسد المرعب" وأشهد أنني لم أكن لاعبا جيدا لأنني كنت منذ صغري كثير التأمل والانصراف إلى التفكير في أمور أخرى، إضافة إلى علاقتي ببقية الفريق ومعظمهم من أبناء الفلاحين، وقد كانت علاقة مرتبكة إلى حد ما وهذا لا يمنع من أنني رياضي فكنت ملاكما جيدا ثم لعبت كرة السلة وبعدها كرة الطاولة وهذا قبل 40 سنة تقريبا.
أنظر إلى كرة القدم في الغالب نظرة ثقافية، يبقى وأنا أشاهد على الشاشة المباراة التي جمعت بين منتخبي ألمانيا واستراليا، ففطنت بلعب الألمان لأنهم قبل أن يسعوا إلى تحقيق الفوز تراهم حريصين على تقديم مهارات جيدة، والتزام كل عضو من الفريق في مكانه المخصص، وتجد أنّ الهارموني لبيتهوفن مجسدة في أداء هذا الفريق.على كل حال أنا لست متعصبا لأي فريق بعينه وإنما للمباريات الجميلة ولأداء اللاعبين المميز.

فخري صالح:
لم ألعب كرة القدم من قبل ولكنني لعبت كرة السلة، ولدي اهتمام كبير بالكرة لكنني لا أشاهد إلا مباريات كأس العالم، لأنه ليس لدي الوقت الكافي لأشاهد التصفيات النهائية لكأس العالم.
أنتظر المونديال بفارغ الصبر لأشبع رغبتي بهذه اللعبة التي أسرت كل الناس، وفي فترة المونديال أقيم معسكرا داخل البيت حيث لا أتابع إلا المباريات.
المهم في هذا المجال أن كرة القدم توفر التنفيس لدى الجماهير، وحبذا لو أن كل العالم يتنافس في كرة القدم بدل أن تقوم الحروب ونغرق في ويلاتها.
ليس لدي فريق محدد أشجعه وإن كنت أميل في العادة إلى الدول المغلوبة على أمرها..
من الواضح جداً أن هناك عدة فرق ستقفز إلى النهائيات على رأسها الأرجنتين وألمانيا وأسبانيا.

د.محمد صابر عرب:
لقد لعبت كرة القدم في المراحل المبكرة من حياتي سواء في المدرسة أو في الحي الذي كنت أسكنه، كما لعبت كرة السلة، ولكنني لم أكن لاعبا متميزا في الكرة، وسرعان ما انقطعت عنها وانصرفت إلى التفوق العلمي والثقافي، أما كأس العالم فهو من دون أدنى شك يعدّ تظاهرة عالمية وله جوانب ايجابية منها  العمل على توطيد العلاقات الإنسانية بين الدول، فيما يتعلق بالعالم العرب نرى أن كرة القدم لها انعكاسات سلبية في مسار العلاقات التي تربطنا مع بعضنا بعضا. ونحن لا نفصل بين السياسة وكرة القدم. لا أهتم كثيرا بكأس العالم ربما أشاهد النهائي منه وأنا أشجع على المستوى العربي الجزائر أما على المستوى العالمي الفرق التي لها تاريخ عريق في الكرة مثل الأرجنتين والبرازيل.

نبيل سليمان:
لم يكن لي مع كرة القدم أي ذكرى في الطفولة لأنني لم أكن أهتم بها إذ بدأت تستهويني بعد تخرجي في الجامعة نظرا لاهتمام أصدقائي بها، فأصبحت أتابعها في التليفزيون ولكن ليس بشكل دائم، وأذكر أنني كتبت قصة قصيرة عنوانها معركة كرة القدم عام 1974 لأني كنت مشحونا بكل مرارات الوطن العربي وشبهت ما يحدث فيه بمباراة كرة القدم .
أما المونديال فطبعا أتابعه لكني أحرص على متابعة  مباريات معينه مثل ألمانيا واسبانيا والبرازيل وإيطاليا وفرنسا وإن كنت حزينا لأمرين وهما: غياب زيدان عن المنتخب الفرنسي وغياب التمثيل العربي إلا بالجزائر الوحيدة، لكني فرحت جدا بتنظيم جنوب أفريقيا المميز للبطولة التي فاجأتني بتجاوزها للعنصرية وهذا كان واضح من النسيج البشري فيها فلا أعتقد بأن أمريكا نفسها استطاعت تجاوز العنصرية مثلما تحقق هذا مع جنوب أفريقيا.

إلياس سحاب:
أتذكر عندما كنت ألعب كرة القدم في المدرسة وكان عمري عشر سنوات، حيث  كنا نعيش  في الأردن  وكانت مدرستي بها  أربع فرق لكرة القدم بألوان العلم العربي فيوجد الفريق الأحمر والأخضر والأبيض والأسود، وكان موقعي في اللعب في خط الوسط، وأعتبر كرة القدم هي الهواية الثانية لي بعد الموسيقي لهذا أحرص على متابعة المونديال منذ سنة 1954  في الراديو ووقتها تفوقت ألمانيا على المجر وإلى الآن أحرص على مشاهدة مباريات كأس العالم خصوصا مباريات البرازيل فأنا دائم الإعجاب بها وأيضا أسبانيا وأتوقع أن لا يخرج الفوز بالبطولة عن الاثنين لكن ألاحظ بارتفاع مستوى معظم الفرق فمثلا غانا كانت مميزه جدا ومستواها عال.

جمال مطر:
أحب كرة القدم حبا غير طبيعي، وأنا مؤمن بأنها أجمل لعبة أنجبتها البشرية وهي تحوي الكثير من الأشياء الجملية.
وبرأيي هناك قواسم مشتركة بين كرة القدم وفن المسرح، فمثلما هناك استلام وتسليم في كرة القدم كذلك في المسرح، وهناك الممثل وهنا الهداف، والمدرب يقابله المخرج، والخطة في كرة القدم لا تختلف كثيرا عن تلك التي في المسرح، كذلك التكتيك موجود في الاثنين.
أما كأس العالم فهو عبارة عن حروب صغيرة لكنها لا تكبر، ولدي اهتمام كبير بكرة القدم وقد كتبت وأخرجت مسرحية "الميدان يا حميدان" وهي تتناول مباراة في كرة القدم.. وأنا أتعاطف في هذه البطولة 2010 مع البرازيل والأرجنتين.