الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

حوار مع الدكتور شهاب غانم


لديه أكثر من أربعين مؤلفا ونحو عشر مخطوطات
د. شهاب غانم:علينا الانفتاح على آداب الشعوب الأخرى لنثري تجربتنا
دبي - أجرى الحوار/ محمد غبريس

يعدّ الشاعر الدكتور شهاب غانم أحد أبرز الشعراء الإماراتيين الذين لهم باع طويل في مجال الفكر والأدب، كما في تأسيس الحركة الثقافية والشعرية في دولة الإمارات العربية المتحدة، فهو يسعى دائما إلى إبراز وجه الإمارات الثقافي من خلال ما ينشره في بعض الصحف والمجلات العربية، أو ما يترجمه من أشعار إماراتية إلى لغات أخرى، وخصوصا الإنجليزية، مؤكدا أهمية التفاعل الثقافي بين الحضارات والشعوب، الذي من شأنه أن يعزز العلاقات على كافة المستويات، وبالتالي هذا التفاعل - من وجهة نظره - يحد كثيرا من آفة الصراعات والحروب العالمية المدمرة.

لدى د. غانم أكثر من أربعين مؤلفاً، كما لديه نحو عشر مخطوطات بعضها في مراحلها الأخيرة وبعضها في بداياتها. ومنها كتاب يحوي ترجمة لقصائد لشعراء من الجزيرة العربية إلى الإنكليزية قام بها د. غانم كما يحوي الكتاب ترجمة للقصائد إلى السلوفاكية قام بها د. بيترجولدوش سفير سلوفاكيا في القاهرة ويتوقع صدوره في مارس المقبل عن المجمع الثقافي بأبوظبي مجلدا في شكل ما يسمى بكتب طاولة القهوة، ومنها ترجمة لديوان “يا الله” للشاعرة الهندية الراحلة كملا سريا التي اعتنقت الإسلام يتوقع صدوره في مارس المقبل عن مشروع كلمة، وكتاب(كيف ترسم صورة طائر) ويحوي ترجمة لأكثر من مئة قصيدة من الشرق والغرب مترجمة إلى العربية ويتوقع صدوره في أبريل المقبل ضمن سلسلة كتب دبي الثقافية ، ومنها كتاب مهم عن سورة الفاتحة باللغة الإنكليزية يعمل عليه منذ وقت طويل بالاشتراك مع نجله المهندس وضاح غانم. ومن مخطوطاته قاموس للأمثال الإنكليزية وما يقاربها من الأمثال والحكم بالعربية يصدرمسلسلا شهريا في مجلة جواهر منذ أكثر من عام وهو كتاب يحوي أكثر من ألف مثل إنكليزي وجد له د.غانم ما يعادله في العربية.

كان لنا لقاء مع الدكتور شهاب غانم وتحدثنا إليه حول تجربته الأدبية الطويلة متوقفين عند كتابه “ قهوة وتمر “ الذي حاز على جائزة أفضل كتاب مترجم في معرض الشارقة والتي تسلمها من صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة:

* نطلب منك العودة بمؤشر الذاكرة إلى تجربتك الأولى في النشر، حدثنا عنها؟ كيف تصف شعورك عندما صدر لك أول مؤلف ثقافي؟ ما نوعه؟ وكيف تعاملت معه؟

- تجربتي الأولى في النشر قديمة تعود إلى عام 1957 عندما عينت في لجنة تحرير مجلة الكلية عدن (وكانت مدرسة ثانوية عليا) ونشرت في المجلة كتابات بالعربية والإنكليزية وعملت في تحرير تلك المجلة 4 سنوات حتى 1960 ثم سافرت للدراسة الجامعية ونشرت بعض الشعر في الصحف في أوائل الستينيات. أما أوّل كتاب لي فكان ديوان شعر بعنوان(بين شط وآخر) في يناير 1982 وتعمدت أن يصدر في يوم العيد السبعين لميلاد والدي الشاعر الدكتور محمد عبده غانم رحمه الله الذي كان الإهداء باسمه. وكان شقيقي الأكبر الدكتور قيس غانم قد نشر أيضا أول كتبه (وهو كتاب في الطب) في نفس ذلك اليوم وجعل الإهداء باسم والدي أيضا واحتفلنا كلنا يومها مع والدي ووالدتي والأسرة بالمناسبة في أبوظبي. أول كتاب كان له طعم خاص إذ كنت أحلم لسنوات قبل ذلك بإصدار ديوان وفرحت بالديوان وحرصت على إعطائه للأصدقاء الشعراء والنقاد والصحف وقد كتب مقدمته الشاعر اليمني الكبير السيد أحمد بن محمد الشامي كما كتب عنه عدد من النقاد واستعرضته بعض الصحف وكانت التعليقات مشجعة جدا بشكل عام.

* صدر لك عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع كتاب تحت عنوان « قهوة وتمر « باللغة الانجليزية ويحوي كتابات أدبية إماراتية تتنوع بين الشعر والقصة والمقالة.. أخبرنا عنه؟

- كتاب قهوة وتمر هو الكتاب رقم ثلاثين بين كتبي وهو بالإنكليزية ولا يحوي النصوص الأصلية العربية. وهوسادس كتاب أقدم فيه نصوصا إماراتية ترجمتها إلى الإنكليزية بهدف التعريف بالشعر والأدب الإماراتي لمن لا يقرأ العربية ولكن يقرأ الإنكليزية. والكتب الخمسة السابقة كانت (ظلال الحب) وهو ترجمات لبعض قصائدي و (أصداف ولآلئ) وهو ترجمات من الشعر الإماراتي ، ثم صدرعن المجمع الثقافي كتاب (لآلئ وتمرات) وهو بعض القصائد الإماراتية بالعربية مع ترجمة قمت بها إلى الإنكليزية وقام السفير الدكتور بيتر جولدوش بترجمتها إلى السلوفاكية ونال الكتاب جائزة الكتاب في معرض الكتاب بالشارقة، وسلمنا الجائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. صدر لي بعد ذلك عن اتحاد الأدباء والكناب (مع الحبارى والبجعات) ويحوي ترجمة لقصائد شاعرات من الإمارات وأيضا ترجمات إلى العربية لشاعرات أجنبيات يكتبن بالانكليزية وكان الهدف من الكتاب أن يكون جسرا للتواصل بين اللغتين، وصدر لي بعد ذلك عن وزارة الثقافة (قصائد من الإمارات) ويحوي قصائد لنحو ستين شاعرا وشاعرة من الإمارات. أما كتاب (قهوة وتمر) فيحوي بجانب الشعر خمس قصص من الإمارات لخمسة من الأدباء والأديبات، ويحوي أيضا عددا من الدراسات والمقالات الأدبية لي بالإنكليزية. ونال الكتاب جائزة الكتاب من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.

* لماذا اخترت هذا العنوان؟

- في الإمارات أول ما يقدم للضيف القهوة العربية المرة في أكواب صغيرة ومعها التمر، ويملأ الكوب مرات حتى يكتفي الضيف . فالعنوان يحمل أجواء الإمارات.

* هل اعتمدت على طريقة معينة في اختيار القصائد والقصص التي ترجمتها في هذا الكتاب؟

- فقط اعتمدت على ذوقي في الاختيار مما وقع بين يدي وتيسر لي الاطلاع عليه فأنا أقوم بعمل شخصي وليس مؤسساتي.

* ما الرسالة التي أردت إيصالها من خلال هذا الكتاب؟

- للتواصل مع العالم لأن الشعر والأدب هو روح الأمة ويمكن أن ندعم حوار الحضارات كثيرا من خلال ترجمة الأدب.

* بما يتميز هذا الكتاب عن غيره؟

- هو استكمال للكتب الخمسة السابقة التي ذكرتها ويتناول أدباء لم أتمكن من إدراجهم في الكتب السابقة لأسباب متنوعة كما أن الكتاب يهتم بالنثر بجانب الشعر والقصة والمقالة.

* خصصت القسم الثالث من الكتاب لدراسات ومقالات بقلمك حول دور الشعر العربي في الثقافة العربية.. كيف تقرأ هذا الدور الآن؟

- ما زال دور الشعر العربي مهما ومازلنا ننتج شعرا وأدبا جيدا وعلينا الإنفتاح على آداب الشعوب الأخرى لنثري تجربتنا. مثلا أنا ترجمت الكثير من الشعر الهندي ونشرته في مختلف المجلات بل وفي 4 كتب، وأجد فيه شعرا مختلفا ومهما وممتعا.

* كيف تقرأ واقع النشر العشوائي الذي يعصف بساحتنا الثقافية؟ من يتحمل المسؤولية الناشر أم الكاتب؟

- المسؤلية مشتركة ولكن تقع بشكل أكبر على الناشر في نظري. بل تقع على منظومة التعليم والإعلام قبل ذلك.

* بشكل عام ماذا تمثل لك الكتب التي أصدرتها؟ وكيف تنظر إلى كتابك الأول اليوم؟

تريثت كثيرا قبل أن أصدر كتابي الأول حسب نصيحة والدي الشاعر الكبير د. محمد عبده غانم رحمه الله فقد كان يرى أن الديوان الأول يمكن أن يصنع الشاعر أو يقضي عليه. أما رحلتي مع الكتابة والنشر بدأت في أواخر الخمسينيات ولكن لم أصدر أول كتاب إلا في يناير 1982 وأظن أن الكتاب كان ناضحا إلى حد معقول وبعض قصائده جيدة. والكتب التي أصدرتها وهي أكثر من أربعين تشعرني بالكثير من السعادة على الرغم مما فيها من قصور وأنا أبذل أقصى جهدي أما التوفيق فمن الله.

* نشرت العديد من المؤلفات، والسؤال ما أقرب مؤلف إلى نفسك؟

- ربما كان أقرب كتبي إلى قلبي أعمالي الشعرية الكاملة الذي صدر هذا العام وكتاب “صورة مدينتين - عدن وصنعاء في شعر محمد عبده غانم”. وأيضا كتابي “الصناعة في دولة الإمارات” الذي صدر باللغة الانكليزية في لندن عن إحدى دور النشر الكبرى ويعد مرجعا أساسيا عن موضوعه ويذكر في كثير من الدراسات والأطروحات. ولا شك أن كتابي المشترك مع ابني وضاح الذي يحمل شهادتي ماجستير ويحضر حاليا أطروحة دكتوراه سيكون من أهم كتبي إذا قدرنا الله على إتمامه كما أن قاموس الأمثال الذي أعمل عليه سيكون الأضخم من نوعه في المكتبة العربية فعسى أن يوفقني الله لنشره قريبا.





http://www.14october.com/News.aspx?newsid=4779037c-5460-4774-a2b1-120f9cd7b41e

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق